مقالات

هاكان فيدان في دمشق و جسور الأخوة والدّعم في زمن التّحوّلات

بقلم محمد ضياء الدّين بديوي رئيس تحرير عكس الاتّجاه نيوز و مستشار إبداعي في الشّؤون الإعلاميّة و الرّمزيّة

في مشهد سياسي يعكس تحوّلاً استراتيجياً في العلاقات الإقليمية حلّ وزير الخارجية التركي هاكان فيدان ضيفاً على العاصمة السورية دمشق، في زيارة هي الثالثة له منذ بداية مرحلة سوريا الجّديدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع
جاءت هذه الزيارة محمّلة برسائل دعم واضحة وأوراق تعاون متعددة تؤكد أن أنقرة باتت ترى في دمشق شريكاً أساسياً في رسم مستقبل المنطقة لا مجرد جار جغرافي بل لإنّ هناك عمق في العلاقات الأخوية بين سوريا وتركيا

اللقاء الذي جمع فيدان بالرئيس الشرع لم يكن بروتوكولياً فحسب بل حمل في طياته روحاً أخوية تعكس تطوراً نوعياً في العلاقات بين البلدين
فقد ناقش الطرفان ملفات استراتيجية شملت
الأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب حيث أكدت تركيا استعدادها لتقديم دعم استخباراتي وفني للجيش السوري في إطار تفاهمات أمنية جديدة تعزز سيادة الدولة السورية
و إعادة الإعمار وإنعاش الاقتصاد وضعت أنقرة خطة شاملة لدعم جهود الإعمار تشمل مساهمة كل وزارة تركية في مجال اختصاصها بالتنسيق المباشر مع دمشق

الطاقة والنقل والتجارة
تم بحث آليات تفعيل الشراكة الاقتصادية بما يضمن استقراراً طويل الأمد ويعيد الحياة إلى المدن السورية المنهكة
وان أوراق الدعم التركية
من الأقوال إلى الأفعال

هاكان فيدان لم يأتِ إلى دمشق بخطاب دبلوماسي فقط بل حمل معه أوراق دعم ملموسة
أبرزها
اتفاقية تدريب ومشورة عسكرية للجيش السوري تمنح التحركات التركية داخل سوريا غطاءً شرعياً ومؤسساتياً
دعم سياسي واضح لموقف دمشق تجاه التهديدات الإسرائيلية ودعوة للمجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته في وقف هذه السياسات العدوانية

موقف حاسم تجاه ملف “قسد” حيث شددت أنقرة على رفض أي قوة مسلحة خارج إطار الدولة السورية، وسعت لتنسيق المواقف حول تفكيك هذا الملف بما يخدم وحدة سوريا

إننا في عكس الاتجاه نيوز نتقدّم بأسمى آيات الشّكر والتّقدير لمواقف هاكان فيدان الشريفة
في ظل هذه التحولات
و لا يسعنا إلا أن نثمّن مواقف الوزير هاكان فيدان الذي أثبت أن السياسة يمكن أن تكون جسراً للأخوة لا ساحةً للصراع
و لقد أظهر فيدان التزاماً أخلاقياً وإنسانياً تجاه الشعب السوري وحرصاً على دعم تطلعاته في بناء مستقبل أكثر أمناً واستقراراً
إننا في سوريا شعباً وقيادة نُقدّر هذه الزيارة التاريخية ونراها خطوة مباركة نحو ترسيخ علاقات قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة والروابط الثقافية والدينية التي تجمعنا منذ قرون

زيارة هاكان فيدان إلى دمشق ليست مجرد حدث دبلوماسي بل هي إعلان صريح بأن زمن القطيعة قد ولّى وأن الأخوة السورية التركية قادرة على تجاوز الجراح وبناء مستقبل مشترك يليق بشعبين عريقين يجمعهما التاريخ والمصير

عكـس الاتّـجاه نيـوز
الحقيقـة الكاملـة
معــاً نصنع إعـلاماً جـديداً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى