كيف فجّر وزير الإعلام السّوري ثورة ناعمة في جسد الدّولة منذ أن تولّى وزارة الإعلام

بقلم محمد ضياء الدّين بديوي رئيس تحرير عكس الاتّجاه نيوز و مستشار إبداعي في الشّؤون الإعلاميّة و الرّمزيّة
ظهر الدّكتور حمزة المصطفى ليس كموظف حكومي تقليدي بل كمفكر استراتيجي يحمل مشروعاً متكاملاً لإعادة هندسة العلاقة بين الدّولة والمجتمع عبر بوابة الإعلام
و لم يكن تعيينه وزيراً للإعلام مجرّد تغيير إداري بل إعلاناً ضمنياً عن بداية مرحلة جديدة تتجاوز التلقين وتدخل في صلب التفاعل الوطني
بعلم و ثقة و ثبات انتقل من التنظير إلى التنفيذ
الوزير الذي جاء من قلب المعرفة
فالدكتور حمزة المصطفى لا ينتمي إلى مدرسة الشعارات بل إلى مدرسة التحليل العلمي
فهو يحمل شهادة دكتوراه في العلوم السياسية من جامعة إكستر البريطانية و لديه خبرة بحثية عميقة في قضايا المجال العام و الهوية والمجتمع السوري ما بعد الثورة هذه الخلفية الفكرية انعكست مباشرة على خطابه الوزاري الأول حيث قال
لايمكن بناء دولة حديثة دون استراتيجية إعلامية شاملة تدمج الرسمي بالخاص وتعيد تعريف وظيفة الإعلام كوسيط للثقة لا كأداة للسيطرة
دعم الإعلام الخاص من التهميش إلى الشراكة
في خطوة غير مسبوقة أعلن الوزير دعمه الصريح للإعلام الخاص معتبرا إياه شريكا لا خصمًا ومؤكداً أن التعددية الإعلامية ليست تهديداً للدولة
بل ضمانة لاستقرارها و هذا التحول في الخطاب الرسمي فتح الباب أمام مؤسسات إعلامية مستقلة للمشاركة في صياغة الرأي العام بعد سنوات من الإقصاء أو التقييد.
وقد أطلق الوزير مبادرة لتأسيس مجلس تشاوري إعلامي يضم ممثلين عن الإعلام الرسمي والخاص بهدف تنسيق السياسات وتبادل الخبرات في سابقة هي الأولى من نوعها منذ تأسيس وزارة الإعلام.
وعمل على نقل
الإعلام الرسمي من البث إلى التأثير
لم يكتف الوزير بدعم الإعلام الخاص بل بدأ عملية جراحية دقيقة داخل جسد الإعلام الرسمي أبرز قراراته شملت
تفعيل المكاتب الصحفية في الوزارات وربطها مباشرة بمكتب الوزير، لضمان تدفق المعلومات الدقيقة إحداث مكتب خاص للسوشيال ميديا داخل المؤسسة العربية للإعلان لمواكبة التحولات الرقمية
فإعادة هيكلة الخطاب الإعلامي الرسمي ليكون تواصليا لا تلقينيا ويعكس نبض الشارع لا يعلو عليهونلتمس ذلك في
التصريحات التي قلبت المعادلة
في لقاءاته المتعددة سواء مع الإعلام المحلي أو وكالات دولية مثل الأناضول لم يتردد الوزير في الاعتراف بأخطاء الماضي بل ذهب أبعد من ذلك حين قال
الإعلام السوري كان يعاني من انفصام وظيفي
يريد أن يكون صوت الدولة لكنه لا يسمع صوت الناس نحن نعيد التوازن
هذه التصريحات التي وصفت بأنها صادمة وصريحة أثارت جدلا واسعا
لكنها في الوقت ذاته أعادت الأمل في إمكانية إصلاح الإعلام من الداخل دون الحاجة إلى هدمه
فنحن نحو إعلام وطني جامع
الوزير المصطفى لا يرى الإعلام كمنصة للرسائل فقط بل كأداة لبناء الهوية الوطنية الجامعة في خطته الاستراتيجية دعا إلى إنتاج محتوى يعزز قيم المواطنة ويعيد الاعتبار للثقافة السورية المتنوعة بعيدا عن الاستقطاب أو التبعية
وقد بدأ فعليا في دعم مشاريع إعلامية وثائقية وبرامج حوارية تفتح ملفات حساسة مثل الفساد العدالة الانتقالية والهوية في خطوة جريئة نحو إعلام يواجه لا يراوغ
فهل نحن أمام ثورة إعلامية؟
ما يحدث في وزارة الإعلام السورية اليوم ليس مجرد إصلاح تقني بل تحول بنيوي في فلسفة الدولة تجاه الإعلام الوزير حمزة المصطفى لا يكتفي بإدارة الملفات بل يعيد تعريف دور الإعلام كقوة ناعمة لبناء الثقة وتحقيق المصالحة وصياغة المستقبل
وإذا استمرت هذه الديناميكية فإن الإعلام السوري قد يتحول من أداة سلطة إلى سلطة رابعة حقيقية تراقب تحاسب وتبني
هل نحن أمام ثورة إعلامية ناعمة؟
الإجابة تتشكل يوما بعد يوم في كل قرار وكل تصريح وكل مساحة جديدة تُفتح للنقاش .
عكـس الاتّـجاه نيـوز
الحقيقـة الكاملـة
معــاً نصنع إعـلاماً جـديداً