مقالات

سورية الجّديدة حكومة الثّورة تفتح أبواب العالم وتغلق أبواب الذّل إلى الأبد

بقلم محمد ضياء الدّين بديوي رئيس تحرير عكس الاتّجاه نيوز و مستشار إبداعي في الشّؤون الإعلاميّة و الرّمزيّة

من الحظيرة إلى الحضارة من الصّمت إلى الصّوت من العزلة إلى الانفتاح العالمي

في وطن اعتاد فيه النّاس على الانحناء صار الوقوف جريمة وفي شعب تربّى على الروتين صار التغيير مرعباً والازدهار مؤامرة والعدل خرافة نعم نحن شعب تربّى على الخوف حتى صار جزءاً من جيناته يخاف النّور ويهرب من الحقيقة ويقاوم الإصلاح وكأنه عدو غاشم

تعلمنا أن الكبير يأكل الصغير وأن القضاء يباع ويشترى وأن الشرطي لا يحمي بل يساوم وأن المبدع يسجن إن فكر وينفى إن اخترع ويكفر إن طور فكيف لشعب كهذا أن يتقبل التغيير كيف له أن يفتح قلبه للعلم وهو يراه باباً للسجن كيف له أن يؤمن بالعدالة وهو لم يرها إلا في كتب التاريخ

ثم جاءت حكومة الثّورة حكومة قيل عنها الكثير ولكنها فعلت ما لم يتوقع غيرت الواقع وأعادت تعريف الممكن وجعلت الحلم حقيقة فجأة صار الحق حقاً وصار الصّوت عاليا وصار العدل يمشي بين الناس ولكن هل صدق الشعب ذلك هل احتفى بالتحول أم أنه تهجم على الحكومة وكأنها ارتكبت جريمة النهوض

هكذا نحن نريد من الحكومة أن تصعد بنا إلى السماء ونحن لا نملك أجنحة نطلب المستحيل ونحن لا نؤمن بالإمكان نعيش حياة الخراف نأكل وننام ونخاف ولا نجرؤ على الحلم الذي تعود على الحظيرة يرى الحرية فوضى ويرى الكرامة تمرداً

لكن الحقيقة لا تخنق والنور لا يطفأ التغيير بدأ والعدالة تنمو والحق يعلو شكرا لمن أعاد لنا صوتنا شكراً لمن جعلنا نحلم شكراً لمن آمن بنا ونحن لا نؤمن بأنفسنا

عام واحد من الثّورة أعاد لسورية وجهها الحضاري

في غضون أشهر قليلة من سقوط النّظام البائد بدأت ملامح الدّولة المدنيّة الحديثة تتشكّل بقيادة الثّوار الذين أعادوا بناء مؤسّسات الدّولة على أسس العدالة والشّفافيّة والتّمثيل الشّعبي الحقيقي تم إطلاق مشاريع تنموية في قطاعات التعليم والصحة والبنية التّحتيّة وتمت إعادة هيكلة القضاء ليصبح مستقلاً نزيها يخدم المواطن لا السلطة

شهدت سورية انفتاحاً دوليّاً غير مسبوق حيث عادت إلى المنابر العالميّة بقوة واستقبلت وفوداً دبلوماسيّة واقتصاديّة من عشرات الدّول وتم توقيع اتفاقيات تعاون وشراكة في مجالات الطّاقة والتّكنولوجيا والاستثمار

عادت كرامة المواطن السّوري إليه لم يعد رقما في طابور الانتظار بل صار رقماً في معادلة الإنتاج لم يعد مهمشا بل صار شريكاً في القرار لم يعد خائفاً بل صار صوته مسموعاً وحقوقه مصانة وكرامته محفوظة

العدالة تعود إلى المحاكم والدّوائر الحكوميّة تنهض

ففي ظلّ التّحوّل الوطني الذي شهدته سورية برزت نهضة قضائية وإدارية غير مسبوقة أعادت الثقة للمواطن وأعادت هيبة الدولة إلى مؤسّساتها و تمّ إعادة هيكلة القضاء ليصبح مستقلاً عن السّلطة التّنفيذيّة ويخضع فقط للدستور والقانون وتمّ إطلاق منظومة تباليغ إلكترونيّة لتسريع الإجراءات القضائية وتقليل الاحتكاك المباشر ممّا عزّز الشّفافيّة

و لم يعد المواطن السّوري مضطراً للوقوف في طوابير الذّل ولم تعد المعاملة في الدوائر الرسمية مرهونة بالمحسوبية أو الرشوة حيث تمّ أتمتة أغلب الخدمات الحكوميّة وربطها بمنصّات إلكترونيّة توفّر الوقت وتحفظ الكرامة وأعيد تنظيم الهيكل الإداري للوزارات والمؤسّسات بما يضمن الكفاءة والرّقابة والمحاسبة

و أطلقت برامج تدريب وتأهيل للموظفين على أسس النزاهة والاحتراف مع اعتماد مبدأ التقييم الدوري وتم فتح أبواب التوظيف أمام الكفاءات دون وساطة أو ولاء حزبي ممّا أعاد الثقة في الدولة كمؤسّسة وطنيّة

فهذا التّحوّل لم يكن مجرّد إصلاح إداري بل كان انتقالاً تاريخيّاً من الظّل إلى الضّوء و من التّهميش إلى التّمكين و من الصّمت إلى المشاركة حكومة الثّورة لم تكتف بإعادة بناء المؤسّسات بل أعادت بناء العلاقة بين المواطن والدولة على أساس الحق لا الخوف وعلى أساس القانون لا الولاء وعلى أساس الكرامة لا الإذلال

صار المواطن يحكمه القانون لا المزاج يسمع صوته لا يُكتم يُحترم رأيه لا يُجلد بالكلمة صار الحق له هيبة والصوت له قيمة والدولة له سند

شكراً لكم حكومة
شكرا لكم أيّها الثّوار

هذا الشّكر ليس مجاملة ولا دعاية إنّه صوت كلّ حرّ شريف ذاق مرارة الذّل ثمّ تنفّس كرامته من جديد إنه وجدان أمٍّ عادت تبتسم بعد أن كانت تبكي خبز أولادها إنه نبض شاب وجد فرصة عمل بعد سنوات من البطالة إنه دمعة فخر في عين أب يرى ابنه يدرس في جامعة وطنية حرة لا تمييز فيها ولا إذلال

شكراً لكم لأنكم لم تكتفوا بالشعارات بل صنعتم واقعاً جديداً شكراً لأنكم لم تبيعوا الحلم بل بنيتموه حجراً حجراً شكراً لأنكم لم تردوا على النقد بالكلام بل بالإنجاز شكرا لأنكم أعدتم لنا سورية التي نحب لا سورية التي نخاف

الرّسالة الأخيرة كفى نقداً لأجل النّقد فلنعمل معاً يداً بيد

أيُّها الشعب لا تخلطوا بين العادة والحق ولا تظنوا أن ما عشتموه هو ما تستحقونه الظلم ليس قدراً والخوف ليس طبعاً والانحناء ليس أخلاقاً العدل ليس خيانة بل هو ولادة جديدة لوطن يستحق الحياة وإذا كانت الحكومة قد بدأت فليكن الشعب هو من يكمل

سورية اليوم لا تحتاج إلى متفرجين بل إلى مؤمنين لا تحتاج إلى من يصفّق فقط بل إلى من يحمل المعول ويزرع الأمل ويكتب التاريخ من جديد .

عكـس الاتّجـاه نيـوز
الحقيقـة الـكاملـة
معاً نصنع إعــلاماً جـديداً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى