الشّرع يزلزل الكرملين وزمن المجاملة انتهى والشّرع لا يساوم

بقلم محمد ضياء الدّين بديوي رئيس تحرير عكس الاتّجاه نيوز و مستشار إبداعي في الشّؤون الإعلاميّة و الرّمزيّة
الشّرع في موسكو زيارة تعيد رسم خرائط الشّرق الأوسط فحين يخطو القائد الحقيقي إلى ساحة الكبار لا يحتاج إلى مقدّمات ولا إلى تبريرات فالحضور وحده يفرض المعنى والرّسالة والهيبة زيارة الرّئيس السّوري أحمد الشّرع إلى موسكو ليست مجرّد لقاء دبلوماسي بل هي لحظة تاريخيّة تعيد تعريف سوريا في وجدان العالم وتعلن أن زمن التّبعية قد انتهى وأن صوت العدالة بات يعلو فوق كلّ الحسابات
الشّرع لم يذهب ليطلب بل ليقرر و لم يحمل أوراق مجاملة بل حمل ملفات شعبه ودماء شهدائه وصرخات المظلومين ذهب ليضع روسيا أمام مسؤوليتها الأخلاقيّــة والتّاريخيّـة وليقول إن سوريا الجّديدة لا تُدار من الخارج بل تُبنى بإرادة أبنائها وبقيادة تعرف كيف تحوّل الألم إلى مشروع نهضة
فمنذ لحظة وصوله بدا الشّرع متماسكاً واثقاً يحيط به وفد رفيع المستوى يضم وزير الخارجيّة أسعد الشّيباني ووزير الدّفاع مرهف أبو قصرة إلى جانب خبراء قانونيّين واقتصاديّين لم تكن ملامحه تبحث عن مجاملة بل عن موقف وفي كل لقاء كان يعيد تعريف معنى القيادة أن تكون صاحب قرار لا تابعاً وأن تفاوض من أجل شعبك لا من أجل بقائك
و أبرز الإيجابيات التي حملتها الزّيارة
_ طلب تسليم بشار الأسد رسميّاً خطوة جريئة تعكس إلتزام الشّرع بمحاسبة رموز الحقبة السّوداء وتؤسّس لعدالة انتقاليّة حقيقيّة
_ إعادة هيكلة العلاقات العسكريّة مراجعة للوجود الرّوسي في سوريا بما يضمن احترام السيادة الوطنية _ فتح ملفات الاستثمار والتنمية عرض مشاريع مشتركة تعيد إعمار سوريا بعيداً عن الهيمنة
_ لقاء الجالية السّورية في روسيا رسالة رمزية بأن سوريا الجّديدة لا تنسى أبناءها في الشتات
أمّا بالنسبة للصحف الدّوليّة لم تخف دهشتها من نبرة الشّرع الحاسمة فصحيفة لوموند الفرنسية وصفت الزيارة بأنها تحوّل استراتيجي في الشرق الأوسط بينما اعتبرت الغارديان البريطانية أن الشّرع يضع روسيا أمام اختبار أخلاقي حقيقي أما واشنطن بوست فقد كتبت سوريا لم تعد دولة منهكة بل مشروع نهضة يقوده رجل يعرف ماذا يريد
رمزية التوقيت بعد مرور عام على سقوط النظام السابق تأتي الزيارة لتؤكد أن سوريا لا تُدار من الخارج
رسالة للغرب والشّرق أن سوريا الجديدة منفتحة على الجميع لكنها لا تقبل الإملاءات
إعادة تعريف التحالفات الشرع لا يقطع مع روسيا بل يعيد صياغة العلاقة على أسس العدالة والاحترام
زيارة الشّرع إلى موسكو ليست حدثاً عابراً بل لحظة تأسيسيّة في تاريخ سوريا الحديث لقد دخل موسكو كقائد يحمل ذاكرة شعبه وخرج منها كرمز لمرحلة لا تعرف التردد الشّرع لا يفاوض على الكرامة بل يكتب فصولها الجديدة بحبر السيادة وبقلم لا ينكسر
عكـس الاتّـجاه نيـوز
الحقيقـة الكاملـة
معــاً نصنع إعـلاماً جـديداً