عمر شحرور ذاكرة الثّورة وضمير الإنسان في وجه الطّوائف والصّفقات

بقلم محمد ضياء الدّين بديوي رئيس تحرير عكس الاتّجاه نيوز و مستشار إبداعي في الشّؤون الإعلاميّة و الرّمزيّة
بالكلمة لا بالسلاح وبالضمير لا بالولاء يطلّ الدّكتور عمر أحمد شحرور المعروف بلقب “عمران” أمين عام حزب العدالة والتنمية السوري كصوت نادر في زمن تتنازع فيه الأوطان بين الاستبداد والانقسام ليس مجرد سياسي بل حامل لروح إنسانية عابرة للطوائف وفكر يوقظ الضمير الوطني ويعيد الاعتبار للإنسان كقيمة لا تجزأ
ولد في مدينة حلب عام ١٩٥٥ وتخرج من كلية الهندسة بجامعة حلب عام ١٩٧٨ ثم تابع دراسته في أكاديمية العلوم بجمهورية قرغيزيا حيث تخصص في الآثار الإسلامية في عمارة وفنون بلاد الترك وهناك عمل مدرسا لتاريخ الحضارة الإسلامية والعلاقات الدولية في جامعات بشكيك وأراباييفا وشارك في مؤتمرات دولية حول دور تركستان العظيم في بناء الحضارة الإسلامية وكتب دراسات وأبحاث أكاديمية نشرت في مجلات علمية مرموقة
شارك عام ٢٠٠٦ في احتفالية حلب عاصمة الثقافة الإسلامية وكان عضوا في لجنة حماية حلب القديمة ضمن نقابة المهندسين وجمعية العاديات لكنه لم يكن مجرد باحث في التاريخ بل كان شاهدا على صناعة التاريخ نفسه فقد شارك في ثورتي ٢٠٠٥ و٢٠١٠ ضد الاستبداد في قرغيزيا ثم عاد إلى سوريا عام ٢٠١١ ليستنهض الشعب ويشارك في المظاهرات والتجمعات ضد حكم آل الأسد وأسرتهم وعصاباتهم
عمل مديرا لمجلس محافظة حلب الحرة مطلع عام ٢٠١٣ ثم خطيبا وموجها سياسيا في لواء التوحيد حتى عام ٢٠١٥ وفي نهاية ٢٠١٣ أسس مع مجموعة من المثقفين حزب العدالة والتنمية السوري الذي يرأسه حتى اليوم ويعمل بلا كلل على توحيد فصائل الثورة العسكرية والمدنية مقدما مشاريع ومبادرات تهدف إلى بناء سوريا الحرة الموحدة في دولة العدالة المدنية
في زمن تباع فيه المبادئ وتشترى فيه الولاءات يخرج شحرور ليقولها دون مواربة الحق لا يساوم والكرامة لا تجزأ والإنسان لا يختزل في طائفة هذه ليست مجرد عبارة بل إعلان أخلاقي يرفض اختزال الوطن في الولاءات الضيقة ويطالب بدولة مدنية عادلة تحترم التعدد وتحتفي بالاختلاف
في كلمته بمناسبة الذكرى الثالثة عشرة للثورة السورية قال
نحن لا نريد دولة تحكم باسم الطائفة بل دولة تحكم باسم الإنسان
وفي تصريح لموقع قبائل العرب أكد
أي عمل يوقف هذه الحرب في سوريا هو عمل لصالح الثورة السورية
بهذا الموقف يضع الإنسان في قلب المعادلة لا في هامشها ويصر على أن الثورة ليست بندقية بل موقف أخلاقي ومعركة من أجل الإنسان السوري أيا كان انتماؤه
وفي الحلقة الأولى من الندوة الحوارية لا شراكة وطنية دون رؤية مشتركة التي أقيمت عبر منصة زوم بتاريخ ١٠ كانون الأول ٢٠٢٣ قدم شحرور مداخلة عميقة سلط فيها الضوء على ضرورة بناء مشروع وطني جامع لا يقوم على المحاصصة بل على رؤية أخلاقية وسياسية مشتركة تنطلق من الإنسان لا من الطائفة مؤكدا أن أي شراكة وطنية لا تنبع من ضمير جماعي مشترك هي مجرد صفقة مؤقتة لا تصنع وطنا
يمتلك شحرور ذاكرة سياسية حادة لا تنسى التفاصيل ولا تغفل السياقات في أكثر من مناسبة استحضر وقائع من بدايات الثورة وربطها بواقع اليوم ليكشف كيف تحولت الشعارات إلى صفقات وكيف تم اختزال الحلم في حفنة من المناصب وفي إحدى ندواته قال
الذاكرة ليست أرشيفا بل بوصلة ومن لا يتذكر كيف بدأ لن يعرف كيف ينتهي
هذه النظرة الذكية جعلته قادرا على تفكيك الخطاب الرسمي وكشف التناقضات دون أن يغرق في الشعبوية أو التبسيط فهو لا يطلب الطاعة بل يدعو إلى التفكير إلى مساءلة الذات إلى تحرير العقل من التبعية
يمتلك أيضا قدرة لافتة على قراءة النفسيات وفهم التحولات الاجتماعية والسياسية دون أن يقع في فخ التعميم لا يتحدث من برج عاجي بل من قلب المعاناة السورية مستندا إلى ذاكرة لا تنسى من خان القسم ولا من تاجر بالدم ولا من ساوم على الكرامة
هو ليس مجرد أمين عام لحزب بل حامل لرسالة أن تكون إنسانا قبل أن تكون تابعا وأن تكون حرا قبل أن تكون مؤمنا وطن لا يدار بالصفقات بل يبنى بالوعي ويصان بالعدالة فهل نملك الجرأة لنصغي وهل نملك الذاكرة لنستعيد ما ضاع والذكاء لنفهم ما يحاك
عكـس الاتّـجاه نيـوز
الحقيقـة الكاملـة
معــاً نصنع إعـلاماً جـديداً