أردوغان يقرأ المشهد السّوري بذكاء لا يُخطئ و قسد بين خيار الاندماج أو الانزلاق

قراءة عكس الاتّجاه نيوز لتصريحات الرّئيس التّركي حول سوريا الجّديدة بقلم محمد ضياء الدّين بديوي رئيس تحرير عكس الاتّجاه نيوز و مستشار إبداعي في الشّؤون الإعلاميّة و الرّمزيّة
في توقيت بالغ الحساسيّة خرج الرّئيس التّركي رجب طيب أردوغان ليطلق تصريحاً مزدوج الرّسالة فيه دعوة وفيه تحذير فيه يدٍ ممدودة وفيه أصبع مرفوع قالها بوضوح اندماج قسد مع سوريا في أقرب وقت سيسرّع خطوات التّنمية بالبلاد
و أضاف نحذّر قسد من الانجرار نحو طرق خاطئة وعليها دعم وحدة سوريا وسلامة أراضيها
هذه التّصريحات ليست مجرّد رأي تركي بل تعكس تحوّلا في المزاج الاقليمي تجاه الملف السوري فتركيا التي كانت في صدام مباشر مع قسد باتت اليوم ترى في اندماجها ضمن مؤسّسات الدولة السورية مدخلاً للاستقرار والتنمية
لكن ما يلفت الانتباه في خطاب أردوغان ليس فقط مضمونه بل صدقه ووضوحه الرجل لا يناور بل يضع النقاط على الحروف لا يتحدث بلغة رمادية بل بلغة مباشرة تعكس حرصا حقيقيا على وحدة سوريا واستقرارها
أردوغان لا يتحدث من فراغ بل من تجربة طويلة في ادارة الملفات المعقدة ومن ذكاء عملي وسياسي حاد يعرف كيف يوازن بين المصالح الوطنية والمواقف الاخلاقية يعرف متى يضغط ومتى يفتح الأبواب ومتى يطلق التحذير ومتى يمد اليد
في عكس الاتجاه نيوز نقرأ هذه التّصريحات كرسالة ثلاثيّة الأبعاد
رسالة إلى قسد أن زمن الكيانات المنفصلة انتهى وإن البقاء خارج الدولة يعني البقاء خارج التاريخ
رسالة إلى دمشق إن العالم يراقب خطواتها وإن الشرعية لا تكتمل إلا بضم كل المكونات
رسالة إلى القوى الدّولية إن الحل في سوريا لا يمر عبر التقسيم بل عبر الدمج وإعادة البناء
لكن الأهم أن أردوغان في هذه التصريحات يكشف عن وجه إيجابي تجاه الشعب السوري وجه لا يبحث عن الهيمنة بل عن الاستقرار وجه لا يراهن على الفوضى بل على التنمية وجه لا يراهن على الانقسام بل على الوحدة
أردوغان لا يغازل بل يوجّه دعوة صريحة للاندماج الوطني ويضع قسد أمام خيارين أما أن تكون جزءا من سوريا الجديدة أو ان تبقى رهينة مشاريع خارجية لا مستقبل لها
هذه التصريحات تفتح الباب أمام مرحلة جديدة عنوانها الاندماج لا الانفصال والوحدة لا التّفكك والمستقبل لا الماضي
عكـس الاتّـجاه نيـوز
الحقيقـة الكاملـة
معــاً نصنع إعـلاماً جـديداً