هناك نوع من الناس لانفع فيه ولا ضرر منه ..
نوع يمشي إلى جوار الحائط ولا يشارك في شيء ..
نوع متواكل سلبی لا منتمٍ لا مبالٍ !!
وقد تعارفنا على أن نطلق على هذا النوع اسم « الرجل الطيب » لأنه يعيش في حاله وقد كف عن الناس خيره وشره وطوى صدره على همومه و آثر ألا يزعج أحدًا .. وتصور البعض خطأً أن هذا الرجل هو نموذج المسلم المتدين الصالح ..
وقد فهم هؤلاء الناس الاسلام فهمًا خاطئًا ..
فالإسلام ليس ضعفًا بل فتوة وإيجابية ..
الإسلام ليس خنوعًا وخضوعًا وسلبية بل موقفًا ومبادرة!
النبي إبراهيم عليه السلام حطم الأصنام وواجه بطش النمرود .. وداود عليه السلام حارب جالوت وانتصر عليه .. وموسى عليه السلام واجه جبروت الفرعون وحده ، وقاد اليهو*د في رحلة التيه في سيناء .. ونوح عليه السلام صنع السفينة وظل يدعو أراذل الكفار قرابة الألف عام ، تم استقل سفينته مع الصحبة القليلة المؤمنة وركب الطوفان .. ويوسف عليه السلام صارع الفتنة والغواية في قصر العزيز ، وصبر على السجٰـن کما صبر من قبل على غدر الإخوة وعلى عذاب الجب ، حتى جاءه الحكم والملك .. وعيسى عليه السلام قال لاتباعه : « ماجئت لألقى سلامًا بل سيفًا .. ومحمد عليه الصلاة والسلام ختم النبوة بسيرة حافلة بالكفاح والمعارك والغزوات ، وكان يعبر لهيب الصحراء في سبع ليال من الزحف إلى تبوك وقد جاوز الستين من العمر !!
الدين ليس فيه هذا النوع السلبي من الطيبة ..
وليس فيه الاستسلام والخنوع والخضوع والاستكانة والذل .. والذين امتدحوا هذه الصفات وظنوها تصوفًا أخطئوا فهم التصوف أيضًا ، وانحرفوا به عن نقائه الإسلامي ، فالتصوف الذي لا ينهض لمقاومة الظلم ليس له من الإسلام نصیب !!
من مقال “الإسلام فتوة”
كتاب ” الإسلام ما هو ؟”
الدكتور العالم مصطفى محمود