رغم كونها مُدمّرة للبشرية.. الأعاصير تحافظ على توازن طاقة الأرض
الأعاصير معروفة بتدميرها، حيث تؤدي الرياح العاتية والفيضانات السريعة التدفق والعواصف المرتفعة إلى مقتل الأرواح، وتسبب أضراراً بمليارات الدولارات كل عام، وعلى الرغم من كونها مُدمرة للبشرية، فإن العواصف الاستوائية تلعب أيضاً دوراً في إيجاد توازن الطاقة على الأرض، حيث تنقل الحرارة عبر العالم.
فقد سلطت صحيفة «واشنطن بوست» الضوء على الدور الذي تلعبه الأعاصير في المحافظة على توازن طاقة الأرض، موضحة أنه رغم الدمار الهائل الذي تتسبب للبشرية، سواء في الأرواح أم الأموال، فإنها تسهم في إيجاد التوازن على كوكبنا من خلال نقل الحرارة عبر العالم.
ونقلت الصحيفة عن الباحث في الأعاصير بجامعة أريزونا كيم وود قوله: إن الأرض غير متوازنة بطبيعتها عندما يتعلق الأمر بتوزيع الطاقة على شكل حرارة، وإن الأعاصير المدارية توفر للكوكب طريقة واحدة لنقل الطاقة من المناطق الاستوائية إلى خطوط العرض الأعلى في الغلاف الجوي وفي المحيط.
وقال وود: التوازن هو المفضل، وعندما تختل الأمور تدخل القوى لمحاولة استعادة التوازن، إذ إن وجود بقعة دافئة وأخرى باردة سيحفز القوى لإعادة توزيع الحرارة، وعندما تشرق الشمس على الأرض تتلقى خطوط العرض المنخفضة ضوء الشمس المباشر بشكل أكبر من خطوط العرض الأعلى بسبب ميل كوكب الأرض، مضيفاً: تسخن الأرض أيضاً بشكل أسرع من الماء، ما يؤدي إلى تسخين غير متساوٍ بين المحيطات والقارات والهواء الموجود فوقها، مشيراً إلى أن هذا الفرق بدرجة الحرارة يؤدي إلى تحفيز الدورة التي تتحرك حول درجة الحرارة والرطوبة.
ويتفاعل الغلاف الجوي مع هذه الحركات، ويؤدي، على سبيل المثال، إلى تكوين موجة استوائية قبالة سواحل إفريقيا، التي يمكن أن تتحرك بعد ذلك فوق المحيط ويحتمل أن تصبح إعصاراً، حسب الصحيفة.
ووفقاً للصحيفة، تقوم العواصف بإعادة توزيع الحرارة من خلال هطل الأمطار، كما تقوم العواصف بسحب الماء من المحيط من خلال التبخر، وهي عملية تبريد على سطح المحيط، عندما يهطل المطر، فإن التكثيف هو عملية تسخين، ما يؤدي إلى إطلاق الطاقة والتسبب في ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي المحيط.
ومع انتقال الأعاصير المدارية القوية عبر المحيط، يستطيع العلماء قياس التغير في الطاقة الحرارية في الماء، وغالباً ما تترك الأعاصير القوية وراءها أثراً بارداً، حيث تكون درجات حرارة سطح البحر أكثر برودة من المياه المحيطة.. إن التأثير الأكثر برودة يرجع جزئياً إلى الطاقة التي استخدمها الإعصار، والتي استخدمها للحفاظ على نفسه أو تكثيفه، كما يؤدي الإعصار أيضاً إلى إثارة مياه أكثر برودة وعمقاً في بعض الأحيان جلب الحياة أعمق في المحيط إلى السطح.