الشّرع في واشنطن حين نطق السّيّد الرّئيس بصوتٍ هادئ فاهتزت معادلات الشّرق

بقلم محمد ضياء الدّين بديوي رئيس تحرير عكس الاتّجاه نيوز و مستشار إبداعي في الشّؤون الإعلاميّة و الرّمزيّة
ظهور السّيّد الرّئيس أحمد الشّرع على شاشة فوكس نيوز الأمريكيّة لم يكن حدثاً إعلاميّاً عابراً بل كان لحظة سياديّة فارقة في تاريخ سوريا الحديث لحظة تكلمت فيها الدولة بلغة المصالح لا بلغة الانفعال وفرضت حضورها في قلب القرار الأمريكي
الهدوء الذي اتسم به الرّئيس الشّرع خلال اللقاء لم يكن سكوناً بل كان صوتاً وطنيّاً عميقاً يعكس ثقة القيادة السّوريّة في نفسها وفي مشروعها السّياسي والاقتصادي
الهدوء هنا لا يعني التّراجع بل يعني السّيطرة لا يعني المجاملة بل يعني امتلاك مفاتيح الحوار الدّولي
الشّرع لم يصرخ لم يهاجم لم يتراجع بل تكلّم بهدوء المنتصر الذي يعرف ما يريد ويعرف كيف يصل إليه
الظّهور على شاشة فوكس نيوز التي طالما شيطنت سوريا يمثّل اختراقاً إعلاميّاً ناعماً يعكس قدرة القيادة السّوريّة على إعادة تعريف صورتها في الإعلام الأمريكي من الداخل
اللقاء أعاد سوريا إلى طاولة القرار الأمريكي ليس كملف أمني بل كشريك محتمل في الغاز والأمن وهذا التّحوّل يقرأ كانتصار دبلوماسي ناعم يضاف الى سجل الشرع
الرّسالة التي حملها اللقاء إلى الشّعب السّوري كانت واضحة نحن لا نصرخ لنسمع نحن نتكلم فيصغي العالم وهذا يعزّز من الثّقة الشّعبيّة ويمنح القيادة زخماً وطنيّاً في مرحلة إعادة البناء
اللقاء لا يعني تطبيعاً بل إعادة تعريف للعدو والخصم فحين تتحاور سوريا مع واشنطن فهي لا تتنازل بل تعيد صياغة شروط العلاقة وفق مصالحها الوطنيّة
الشّرع لا يمثل فقط رأس السلطة بل يتحوّل إلى صوت وطني جامع وهذا يتماشى مع فلسفة عكس الاتّجاه نيوز في تبنّي الخطاب الرّمزي الذي يعكس روح الأمّة لا تفاصيل السّلطة
يعزّز صورة القيادة المتّزنة ويطمئن الدّاخل السّوري ويكسب احترام الخصوم قبل الحلفاء ويفتح نوافذ الحوار الدّولي
الهدوء في مواجهة الأسئلة المحرجة أكسب الشّرع احترام الإعلام الأمريكي وأظهر أنّ سوريا لا تخشى المواجهة بل تديرها بذكاء سيادي
عندما يتحدث الشّرع من واشنطن لا يسمع صوته فقط في البيت الأبيض بل يرتد صداه في كل بيت سوري وعربي إنها لحظة إعلان سيادة لا لحظة مجاملة سوريا اليوم لا تستجدى بل تستشار والشّرع لا يفاوض على الكرامة بل يعيد تعريفها أمام العالم .
عكـس الاتّجـاه نيـوز
الحقيقـة الـكاملـة
معاً نصنع إعــلاماً جـديداً




