أحمد كردي ماذا بينك وبين الله ؟

بقلم محمد ضياء الدّين بديوي رئيس تحرير عكس الاتّجاه نيوز و مستشار إبداعي في الشّؤون الإعلاميّة و الرّمزيّة
المدير العام للإدارة المحلّيّة في حلب
السّيّد أحمد كردي
ماذا بينك وبين الله حتى تستلم بداية عهدك برفع الظّلم عن النّاس حتى وإن كان الظّالم ….. ؟
في مدينة أنهكتها الحروب وتآكلها الفساد لا يكفي أن يتبدّل التّوقيع على الأوراق الرّسميّة بل يجب أن يتبدّل الضّمير خلف القرارات
واليوم حين يقال أنّ عهد السّيّد أحمد كردي بدأ برفع الظّلم عن النّاس لا نسأل عن خططه الإداريّة ولا عن مشاريعه التّنظيميّة
بل نسأل سؤالاً واحداً يهزّ جدران الرّوتين ويوقظ الضّمائر النّائمة
ماذا بينك وبين الله ؟
أيّ دعوة سبقتك إلى هذا المنصب
هل هي دمعة أم رفعت يديها في جوف الليل وقالت اللهم اجعل ولدي بابا للعدل أم دعوة والديك حين رأيا فيك رجلاً لا يبيع ضميره ولو أغرته المناصب أم دعوة مظلوم أنقذته من قبضة الفساد فارتفعت دعوته إلى السّماء بلا حاجز ولا وسيط ؟
يا من جلست على كرسي يختبر الضّمير قبل السّلطة
هل ناجيت ربّك في ليل طويل وانكسرت ؟
هل قلت له يا رب اجعلني باباً للعدل لا بوابة للوجاهة ؟
هل وعدته أن لا تهادن الباطل ولو لبس ثوب القانون ؟
هل أقسمت أن تكون صوتاً لمن لا صوت له وأن تزرع في الطّرقات ظلّاً للمنهكين من حرارة القهر ؟
أعلم يا سيد أحمد أنّ الله لا يرضى أن يُهان الضّعيف في مدينته
وأن دعوة مظلوم في حي من أحياء حلب قد تَهزّ عرشاً وتسقط جداراً
وأنّ المناصب لا ترفع أحداً بل الدّعوات الخفيّة هي التي تفتح الأبواب المغلقة
فإن كنت صادقاً فالله بينك وبين النّاس
وإن كنت عادلاً فالله بينك وبين التّاريخ
وإن كنت نزيهاً فالله بينك وبين نفسك
فلا تخف من أحد وارتقِ بالحق
فحلب لا تحتاج إلى مسؤول
بل إلى رجل يخاف الله في كلّ قرار
هذه ليست كلمات عابرة بل نداء من ضمير المدينة إلى من يزعم تمثيلها
فإن كنت أهلاً لها فكن كما وعدت
وإن كنت ممن دعي له في جوف الليل فلا تخذل من علق آماله على عدلك
فالدّعوات لا تموت
والضّمير لا يشترى
والتّاريخ لا ينسى
عكـس الاتّـجاه نيـوز
الحقيقـة الكاملـة
معــاً نصنع إعـلاماً جـديداً




