عكس الاتّجاه نيوز يقرأ تصريح هاكان فيدان : تركيا تحرس سوريا بالعقل الاستراتيجي والنّار السّياسيّة

بقلم محمد ضياء الدّين بديوي رئيس تحرير عكس الاتّجاه نيوز و مستشار إبداعي في الشّؤون الإعلاميّة و الرّمزيّة
في زمنٍ تتكالب فيه الأنياب على الجّغرافيا السّوريّة وتُنهك فيه السّيادة تحت وطأة التّدخّلات والصّفقات يخرج وزير الخارجيّة التّركي هاكان فيدان بتصريحٍ ناريٍ لا يُقرأ إلا كبيان استراتيجي مشفّر يحمل بين سطوره ما يشبه إعلان حرب على مشاريع التفتيت ويعيد رسم خارطة الشرق الأوسط من بوابة دمشق .
هاكان فيدان حين يتكلّم العقل التّركي بلغة النّار والرّمز فهذا ليس تصريحاً دبلوماسياً عابراً بل موقفٌ يُشبه صرخة في وجه النسيان يعلن فيه فيدان أن وحدة سوريا ليست قضية حدود بل قضية كرامة إقليمية وأن استقرارها هو صمام أمان للمنطقة بأكملها.
فيدان لا يهادن ولا يراوغ بل يضع إصبعه على الجرح ويقولها بوضوح:
وقف الجرائم الإسرائيلية على الأراضي السورية لا يقل أهمية عن غزة لأن العدوان واحد والدم واحد والسكوت خيانة مزدوجة.
فيدان الذي قاد الاستخبارات التركية لسنوات لا يتكلّم إلا حين تكتمل الصورة ولا يطلق التصريحات إلا حين تنضج الرؤية. في تصريحه الأخير يثبت أنه لا يرى سوريا كخصم أو ساحة نفوذ بل كجارٍ جريحٍ يجب أن يُحمى لا أن يُستغل وأن إعادة إعمارها ليست منّة بل واجبٌ أخلاقيٌ على دول منظمة التعاون الإسلامي التي آن لها أن تستيقظ من سباتها وتعيد الاعتبار لشعبٍ دفع ثمن الصمت الدولي.
عكس الاتّجاه نيوز يقرأ التّصريح كالتالي
_ تركيا تعلن أنها حارسٌ لوحدة سوريا لا خصمٌ لها
_ فيدان يساوي بين العدوان على غزة والعدوان على سوريا في موقفٍ نادر من مسؤول إقليمي
_ دعوة صريحة لدول منظمة التعاون الإسلامي لكسر جدار التجاهل ودعم الشعب السوري في إعادة الإعمار
_ موقفٌ يعيد الاعتبار للسيادة السورية ويطالب بوقف ازدواجية المعايير الدولية
هاكان فيدان لا يغازل أحداً ولا يطلب تصفيقاً بل يطلق موقفاً يُقرأ كبيان مقاومة سياسية يضع فيه تركيا في موقع الحارس لا المتفرج ويعيد لسوريا مكانتها كقلبٍ نابضٍ في جسد الشرق الأوسط.
وفي زمنٍ تتكاثر فيه الأصوات الخافتة يعلو صوت فيدان كنداءٍ صارخٍ في وجه التزييف :
سوريا ليست قضية منسية بل قضية مركزية ومن يحرس وحدتها يحرس مستقبل المنطقة بأكملها.
عكـس الاتّـجاه نيـوز
الحقيقـة الكاملـة
معــاً نصنع إعـلاماً جـديداً