مقالات

دمشق لا تتسول بل تفتح باب الشراكة

دمشق لا تتسوّل بل تفتح باب الشراكة

بقلم محمد ضياء الدّين بديوي رئيس تحرير عكس الاتّجاه نيوز و مستشار إبداعي في الشّؤون الإعلاميّة و الرّمزيّة

صندوق التنمية السوريحين يتحول الألم إلى مشروع وطني ويصبح الخطاب فعلا لا شعارا

دمشق لا تعلن فقط دمشق تصرخ ومن قلبها انطلق صندوق التنمية السوري لا كإجراء إداري بل كفعل مقاومة

كأن سوريا قررت أن تخلع ثياب الضحية وتلبس جلدها المحروق وتقول أنا هنا ولن أُدفن حي

االصندوق ليس مجرد مؤسسة مالية إنه مرآة نختبر فيها قدرتنا على الاعتراف بما ارتُكب بحقنا وقدرتنا على تحويل الألم إلى مشروع والغضب إلى طاقة بناء والكرامة إلى ممارسة يومية لا شعار موسمي

من دمشق إلى المحافظات

الوطن لا يُقسم بالخرائط بل يُجمع بالوجدا

حين وصلت قوافل الصندوق إلى حلب وحمص وطرطوس والسويداء لم تكن تنقل أموالا كانت تنقل نبضا

كأن كل محافظة تقول للأخرى أنا معك أنا لست وحدي نحن لسنا ضحايا متفرقين بل شعب واحد يرفض أن يُدار من وزارة النسيان

خطاب الرئيس الشرع

حين يصبح الكلام أداة بناء لا أداة تبرير

الرئيس أحمد الشرع

لم يخطب بل نزف قالها دون رتوش دمرونا نهبونا شردونا لكننا هنا لنبدأ من جديدثم أضاف

الشام لا تُتصدق عليها بل تُحب وتُبنى هذه الكلمات لم تكن مجرد شعارات

بل إعلان صريح عن نهاية مرحلة الإنكار وبداية مرحلة الاعتراف

اعتراف بالخراب وبالكرامة المهدورة وبالمسؤولية التاريخية

خطابه أعاد تعريف المواطن لا كمتلق سلبي بل كشريك في العلاج كمن يملك الحق في الحلم وفي المحاسبة وفي البناءووعده بالإفصاح عن كل مال يُنفق لم يكن تفصيلا إداريا

بل إعلان حرب على الفساد الذي أكلنا من الداخل كأن الدولة تقول أخيرا لن نخفي عنكم شيئا

لأنكم أنتم الدولةأهداف الصندوق ليست أرقاما بل خرائط للنجاة

ترميم البيوت لا يعني إسمنتا وحديدا بل ترميما للروح دعم المشاريع الصغيرة لا يعني قروضا بل فرصة للنجاة من البطالة القسرية

نشر التقارير لا يعني شفافية شكلية بل بداية لمساءلة حقيقية تُعيد الثقة المفقودة بين الناس والمؤسسات الأثر النفسي

فحين يستعيد المواطن حق الحلم

الناس لم يتفاعلوا مع الصندوق لأنهم صدقوا الدولة

بل لأنهم صدقوا أنفسهم شعروا أن لهم يدا في البناء لا في الانتظار أنهم ليسوا متفرجين بل شركاء

أنهم لا يرممون الجدران فقط بل يرممون ذواتهم

الكلمة التي ألقاها الرئيس لم تكن خطابا بل ضوءا تسلل إلى غرف الخوف وأيقظ ذاكرة الكرامة وأعاد تعريف العلاقة بين المواطن والدولة لا كعلاقة هيمنة بل كشراكة في العلاج

هل هو مجرد صندوق

أم بداية لوعي جديدفي زمن تتكاثر فيه الصناديق الفارغة

جاء هذا الصندوق كاختبار هل نستطيع أن نكون شعبا يبني نفسه بنفسه

هل يمكن أن تتحول الكرامة من شعار إلى ممارسة هل يمكن أن نعيد تعريف الدولة كمنصة لخدمة الناس لا كأداة للهيمنة

الصندوق ليس وعدا بالتمويل بل وعدا بالاعتراف

ليس مشروعا للشفقة بل مشروعا للكرامة ليس نهاية لخطاب بل بداية لوعي

#عكس_الاتجاه_نيوز

#الحقيقة_الكاملة

#معاَ_نصنع_إعلاماً_جديداً

لمتابعة آخر الأخبار والتّطورات على موقعنا الإلكتروني :

👇👇

www.aksaletgah.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى