مقالات

بعض القصص الذي كان يحيا به المواطن في زمن الظلم وحكم الهارب البائد

من تحت الوسادة
سوف تتحدّث عن بعض القصص الذي كان يحيا به المواطن في زمن الظلم وحكم الهارب البائد

بقلم محمد ضياء الدّين بديوي رئيس تحرير عكس الاتّجاه نيوز ومستشار إبداعي في الشّؤون الإعلاميّة والرّمزيّة

الجار الذي حلم أنّه رئيس الحيّ فاستيقظ ليجد نفسه ممنوعًا من ركن سيارته

في حيناً لا تحتاج إلى صناديق اقتراع لتصبح مسؤولًا يكفي أن تحلم جارنا أبو رائد رجل بسيط يملك سيارة نصفها صدأ والنصف الآخر ذكريات
ذات ليلة حلم أنّه أصبح رئيس الحيّ يرتدي بدلة رسميّة
ويصدر قرارات بمنع التبغ في الشوارع وتوزيع الحمص مجّانًا يوم الخميس

استيقظ أبو أحمد منتشيا وقرّر أن يبدأ ولايته فورًا
نزل إلى الشارع وبدأ بإلقاء خطبة من على سطح سيارته يخاطب فيها الشعب (أي الجيران)
ويعدهم بإصلاح المجاري وتعبيد الأرصفة وإلغاء ضريبة التحيّة الصباحيّة

لكن الحيّ لم يكن مستعدّا لهذه الثورة النائمة
أوّل من اعترض كانت أم خالد التي صرخت
رئيس حيّ؟
وأنت ما بتعرف تفرّق بين زرّ تشغيل الغسالة وزرّ الطوارئ؟
ثمّ جاء أبو سامي
وقرّر أن يردّ على الانقلاب الحلمي بانقلاب واقعي وضع حجارة أمام سيارة أبو أحمد ومنعه من الركن أمام بيته بحجّة
أنت الآن مسؤول اركن في ساحة البلديّة الوهميّة

وهكذا تحوّل الحلم إلى كابوس إداري
أبو أحمد صار ممنوعا من استخدام الرصيف لأنّ الرصيف ملكيّة عامّة وصار يُطلب منه تصريح لدخول بيته لأنّه
رئيس حيّ ولازم يكون عندك بوّابة أمنيّة
حتّى القطّة التي كانت تنام على سيارته انتقلت إلى سيارة الجار الآخر لأنّها لا تتعامل مع الأنظمة الديكتاتوريّة

المشكلة ليست في الحلم بل في أنّ المجتمع يعاقبك على طموحك حتّى لو كان وهمًا أن تحلم بأنّك مسؤول؟ جريمة
أن تتصرّف كأنّك تملك قرارا؟
خيانة أن تطلب تنظيم الحيّ؟
انقلاب أمّا أن تظلّ نائما صامتا تكتفي بشتم الحفر في الطريق؟
فأنت مواطن صالح

في حيّنا الأحلام تُراقب والطموحات تُقمع والوسادة تُصادر المواطن مطلوب منه أن يحلم فقط بأنّه عليه أن يدفع الفواتير لا أن يغيّر الواقع أمّا أبو أحمد فقد قرّر أن يعتزل السياسة ويعود لحلمه القديم
أن يفتح كشكا لبيع الفلافل دون أن يُتّهم بأنّه يخطّط لانقلاب غذائي

عكـس الاتّـجاه نيـوز
الحقيقـة الكاملـة
معــاً نصنع إعـلاماً جـديداً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى