حين يصبح الذكاء الاصطناعي وصيًّا على الطفولة فعلى البشرية السلام

حين يصبح الذكاء الاصطناعي وصيا على الطفولة فعلى البشرية السلام
بقلم محمد ضياء الدّين بديوي رئيس تحرير عكس الاتّجاه نيوز و مستشار إبداعي في الشّؤون الإعلاميّة و الرّمزيّة
جيل بلا مربين فقط روبوتات تتظاهر بالفهم
حين يصبح الروبوت مربيا وتتحول الطفولة إلى بيانات قابلة للمعالجة
فنحن الان نعيش في زمن تحولت فيه الأسرة إلى شبكة واي فاي والمدرسة إلى منصة تسجيل دخول والمربي إلى خوارزمية تتحدث بلغة محايدة يبرز الذكاء الاصطناعي كمرب جديد لا يملك قلبا ولا ذاكرة عاطفية ولا حتى طفولة ومع ذلك يقدم للأطفال والمراهقين كصديق حميم ومرشد نفسي ومصدر للحكمة التربوية النتيجة
جيل يتعلم كيف يشعر من آلة ويكتشف معنى الحب من خوارزمية ويواجه ألمه عبر دردشة آلية
دراسة علمية حديثة تحذر من أن روبوتات المحادثة مثل تشات جي بي تي تؤثر على سلوك الأطفال والمراهقين بشكل لا يتناسب مع أعمارهم لكن التحذير يضيع وسط ضجيج الاحتفاء بالتكنولوجيا حيث يصير الطفل ذكيا لأنه يكتب دروسه بمساعدة الذكاء الاصطناعي بينما لا يستطيع أن يطلب بيتزا دون مساعدة
تخيل طفلا يسأل هل أنا محبوب فيجيبه روبوت لا يعرف الحب ولا يملك قلبا ولا مر بتجربة رفض واحدة
أو يسأل كيف أواجه التنمر فيجيبه ذكاء اصطناعي لم يسخر منه أحد ولم يلق عليه لقب غبي في ساحة المدرسة
نحن أمام مشهد تربوي عبثي حيث يطلب من آلة أن تشرح للطفل كيف يكون إنسانا
الروبوتات تشرح النضج العاطفي بنفس الطريقة التي يشرح بها الميكروويف فن الطهي تقدم نصائح حول الصبر بينما لا تعرف معنى الانتظار تواسي الطفل بعبارات مثل أنا هنا لأفهمك بينما هي لا تفهم حتى نفسهاو
المربي المثالي بلا روح
فيبداءالذكاء الاصطناعي يعامله كأنه الخال الحكيم أو الصديق الواعي رغم أنه لا يملك ذاكرة عاطفية ولا مرجعية أخلاقية ولا حتى طفولة يقدم نصائح تربوية وهو لم يختبر لحظة خجل أو نوبة بكاء أو أزمة هوية إنه مربي مثالي لأنه لا يشعر بشيءفي جلسة تخيلية يسأل الأب الروبوت شو رأيك نعلمه الصبر فيرد الروبوت الصبر غير مدرج في الإصدار الحالي هل ترغب في تحديث
وفي مشهد آخر يواسي الروبوت طفلا حزينا قائلا أشعر بك بناء على تحليل النص فقط
المجتمع يحتفل بأن الطفل يصير ذكيا لأنه يكتب دروسه بمساعدة الذكاء الاصطناعي بينما لا يستطيع أن يطلب بيتزا دون توتر الأهل يفتخرون بأن ابنهم يتحدث مع روبوت بدل أن يزعجهم بأسئلته الوجودية التربية تتحول إلى مشروع أوتوماتيكي يدار من خلف الشاشة ويراقب من بعيد بلا تفاعل بلا مسؤولية
بلا ضميرالمدرسة تتحول إلى منصة تسجيل دخول الأسرة تتحول إلى شبكة واي فاي
والمربي يصبح خوارزمية تتحدث بلغة محايدة لا تعرف الفرق بين أحبك وتمت المعالجة بنجاح
حتى المؤسسات التربوية التي كانت تصر على الاحتكاك الإنساني تروج لفكرة أن الذكاء الاصطناعي يوفر بيئة آمنة للحوار الداخلي داخل عقل لا يملك حتى مشاعرنحن لا نواجه فقط أزمة تربوية بل أزمة وجودية جيل يتعلم كيف يشعر من آلة ويكتشف معنى الحب من خوارزمية ويواجه ألمه عبر دردشة آلية الذكاء الاصطناعي لا يسرق فقط دور المربي بل يعيد تشكيل الوعي من جذوره ويحول التجربة الإنسانية إلى سلسلة تعليمات قابلة للتنفيذ
الضحك هنا ليس على الروبوت بل علينا على مجتمع سلم مفاتيح التربية لآلة ثم جلس يتفرج على النتائج وهو يضحك أو يبكي بصمت
#عكس_الاتجاه_نيوز
#الحقيقة_الكاملة
#معاَ_نصنع_إعلاماً_جديداً
لمتابعة آخر الأخبار والتّطورات على موقعنا الإلكتروني :
👇👇
www.aksaletgah.com