مقالات

حقان فيدان حين يتكلم الضمير باسم السياسة
شكراً لمن قال سوريا لا تُقسّم

بقلم رئيس التّحرير محمد ضياء الدّين بديوي
في زمنٍ تتكاثر فيه الأصوات التي تساوم على وحدة سوريا وتتنافس على اقتسام جراحها خرج صوتٌ نادر صادق ومهيب
صوت وزير الخارجية التركي حقان فيدان
ليقول ما لم يجرؤ كثيرون على قوله
سوريا ليست أرضاً للتقسيم بل وطنٌ يجب أن يُشفى لا أن يُشرّح

موقف يتجاوز السّياسة ويخاطب الإنسانيّة

لم يكن تصريح حقان فيدان مجرد موقف دبلوماسي عابر بل كان صرخة ضمير في وجه مشاريع التفتيت ورسالة إنسانية إلى كل من نسي أن الشعب السوري ليس مجرد أرقام في تقارير النزوح بل بشرٌ لهم ذاكرة وكرامة وحق في وطنٍ موحد

لقد تحدث فيدان بلغةٍ لا تُترجم إلى مصالح بل إلى مشاعر مشتركة بين الشعوب حين قال إن سوريا يجب أن تبقى موحدة وأن أي محاولة لتقسيمها لن تجلب إلا المزيد من الألم
وفي ذلك لم يكن يتحدث كوزير بل كإنسانٍ يعرف أن الجغرافيا ليست مجرد خرائط بل أرواحٌ متشابكة وتاريخٌ لا يُمحى

شكراً لمن فهم سوريا كما يفهمها أبناؤها

نحن أبناء سوريا نعرف تماماً أن من يحب سوريا لا يطلب منها أن تتنازل عن أطرافها ولا أن تتخلى عن تنوعها ولا أن تُختزل في لونٍ واحد أو جهةٍ واحدة
ومن هنا نقولها بصدق
شكراً حقان فيدان لأنك قلت ما يجب أن يُقال في وقتٍ كان الصمت فيه خيانة

لقد أثبت أن السياسة يمكن أن تكون أخلاقية وأن الجوار لا يعني الطمع بل يعني الحماية والاحترام والتضامن

في وجه مشاريع التفتيت
صوتك كان جداراً

في ظل ما كان يخطط لسوريا من مشاريع تقسيم وتفتيت وتدويل جاء صوتك ليكون جداراً أخلاقيّاً في وجه كل من يريد أن يعبث بوحدة هذا الوطن
لقد قلتها بوضوح
سوريا يجب أن تبقى موحدة
وهذه الجملة رغم ما تحمل في طياتها من البساطة فإنها تحمل من القوة ما يكفي لردع عشرات المؤامرات والمخططات والصفقات
رسالة إلى كل مسؤول عربي
هكذا يكون الموقف الشريف

موقف حقان فيدان يجب أن يكون نموذجاً يُحتذى لا فقط في تركيا بل في كل العواصم العربية
فمن يريد الخير لسوريا لا يكتفي بالتصريحات الرمادية بل يقولها كما قالها فيدان
لا لتقسيم سوريا لا لتشريح الجغرافيا ولا لاغتيال الذاكرة

و في زمنٍ تتبدل فيه المواقف كما تتبدل الفصول يبقى صوت الحق نادراً وموقف الشرف عزيزاً
وحقان فيدان في لحظة صدق أعاد للسياسة شيئاً من إنسانيتها وللجوار شيئاً من نبله ولنا نحن السوريين شيئاً من الأمل

شكرًا لك لأنك قلتها كما نقولها نحن سوريا لا تُقسّم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى