أحمد الشّرع في البرازيل حين يخرج الصّوت السّوري من رماد الحرب إلى منابر العالم

بقلم محمد ضياء الدّين بديوي رئيس تحرير عكس الاتّجاه نيوز و مستشار إبداعي في الشّؤون الإعلاميّة و الرّمزيّة
في لحظةٍ بدت كأنّها مقتطعة من حلمٍ سياسي مستحيل حطّت طائرة الرّئيس السّوري أحمد الشّرع في بيليم البرازيل للمشاركة في قمة المناخ كوب ثلاثين لم تكن مجرّد زيارة دبلوماسيّة بل كانت إعلاناً ناريّاً عن عودة الصّوت السّوري إلى طاولة الكبار بعد سنوات من العزلة والدّمار
زيارة الشّرع إلى البرازيل ليست حدثاً عابراً في روزنامة الرّئاسة بل هي رسالة مشفرة إلى الداخل السوري أن سوريا لم تمت وأنها قادرة على أن تتحدث باسم نفسها في المحافل الدّوليّة دون وصاية أو خجل في بلد أنهكته الحرب والانقسام و تأتي هذه الزّيارة كصفعة على وجه اليأس وكأنها تقول نحن هنا نعيد بناء الجسور لا الأنقاض فقط
الشّارع السّوري يقرأها كإعلان بداية جديدة ولو رمزيّة في مسار الانفتاح السّياسي
النّخب الثّقافيّة ترى فيها فرصة لإعادة تعريف الهوية السّوريّة خارج إطار الضّحيّة
الاقتصاديون يترقّبون نتائجها على صعيد التعاون البيئي والتنموي مع اميركا الجنوبية
و في زمنٍ تتشكّل فيه التّحالفات الإقليميّة على أساس المصالح لا المبادئ تأتي زيارة الشّرع لتكسر الجّليد بين سوريا والعالم العربي بطريقة غير مباشرة فمشاركة سوريا في قمة المناخ إلى جانب دول الخليج والمغرب ومصر تعيدها إلى المشهد العربي من بوابة البيئة لا السياسة
الدول العربية تراقب بحذر لكنها لا تستطيع تجاهل الحضور السّوري
الجزائر ولبنان رحّبتا بالخطوة معتبرتينها بداية لإعادة دمج سوريا في المنظومة العربية
الإعلام الخليجي إلتزام الصمت بينما الإعلام اللبناني احتفى بالزيارة كإنجاز دبلوماسي
و وقوف الرئيس الشّرع على منبر كوب ثلاثين ويتحدّث عن المناخ لهو حدث يحمل رمزيّة عميقة فالدولة التي احترقت بنار الحرب تتحدّث الآن عن إطفاء حرائق الأرض إنها مفارقة وجودية تليق بسوريا التي لا تموت
الصحافة الغربية انقسمت بين الترحيب والريبة فالدوائر البيئيّة الدّوليّة رحّبت بمشاركة سوريا معتبرة أن البيئة توحّد ما فرقته السياسة
واشنطن لم تعلق رسميّاً لكنها أدرجت اللقاء المرتقب بين الشّرع وترامب على جدول أعمال البيت الأبيض
في نظر عكس الاتّجاه نيوز هذه الزّيارة ليست مجرّد مشاركة في مؤتمر بل هي انبعاث سياسي من تحت الرماد وصفعة ناعمة على وجه من أرادوا لسوريا أن تبقى في الظل .
و حين تحدّث الرّئيس الشّرع عن المناخ فهو لا يطلب شجرة بل يعلن أنه خرج من الغابة
عكس الاتّجاه نيوز يرى في هذه الزّيارة تحديّاً للمنظومة الدّوليّة التي همّشت سوريا وفرصة لإعادة تعريف موقعها في العالم لا كدولة منكوبة بل كدولة قادرة على المساهمة في مستقبل البشريّة .
عكـس الاتّـجاه نيـوز
الحقيقـة الكاملـة
معــاً نصنع إعـلاماً جـديداً




