مقالات

نعيش في هندسة كونيّة لا ترحم ونكتب لننجو

بقلم محمد ضياء الدّين بديوي رئيس تحرير عكس الاتّجاه نيوز و مستشار إبداعي في الشّؤون الإعلاميّة و الرّمزيّة

نحن لا نعيش في بعد واحد بل في متاهة أبعاد تتصارع داخلنا وخارجنا نحن أبناء الزمكان وأيتام الوعي وسجناء الرموز نعيش في البعد الرابع علميا لكننا نجلد في البعد الثالث للوعي ونحاكم في البعد الرمزي حيث تكتب الحقائق بالحبر الزائف وتمحى الذاكرة الجماعية بلمسة زر

في هذا العالم لا يكفي أن نعرف أين نحن بل كيف نحن هل نحن واعون هل نحن أحياء أم أننا مجرد ظلال تتحرك في هندسة كونية لا ترحم

نحن نتحرك في أربعة أبعاد الطول والعرض والارتفاع والزمن هذا ما تقوله الفيزياء وهذا ما تثبته المعادلات الزمن ليس مجرد عقرب ساعة بل بعد يلتف حولنا يمدنا بالشيخوخة ويقيس أعمار أحلامنا

لكن هناك من يقول إننا نعيش في كون متعدد الأبعاد بعضها غير مرئي ملتف داخل ذاته نحن نحاط بأبعاد لا نراها لكنها تؤثر فينا كالأفكار التي لا تقال لكنها تغير المصير

في البعد الروحي نحن كائنات تبحث عن النور وسط ضجيج المادة نعيش في البعد الثالث للوعي حيث تسود الأنانية والانفصال لكن هناك من بدأ رحلة الصعود نحو البعد الخامس حيث الحب طاقة والتعاطف قانون والاتصال الكوني حقيقة

هذا البعد لا يقاس بالمسافات بل بالتحولات الداخلية كل لحظة تأمل كل فعل محبة هو خطوة نحو بعد أعلى

نحن نعيش في بعد الأسئلة من نحن لماذا نحن هنا ما معنى أن نكون الفلسفة لا تعطينا إجابات بل تمنحنا مرآة نرى فيها هشاشتنا وعمقنا وتناقضنا

الزمن في هذا البعد ليس خطا مستقيما بل تجربة داخلية والمكان ليس إحداثيات بل شعور بالانتماء أو الغربة نحن نعيش في بعد حيث الحقيقة ليست مطلقة بل متحولة كالماء

هنا في هذا البعد تكتب الحقائق بالحبر الزائف ويعاد كتابة التاريخ وفقا لمصالح الأقوياء نحن نعيش في بعد النسيان حيث تطمس الذاكرة ويعاد تشكيل الوعي الجمعي

لكن في هذا البعد أيضا يولد الرمز كمقاومة الصمت يصبح صرخة والكتابة فعل وجود والرمزية سلاح ضد التزييف نحن لا نعيش في بعد مادي فقط بل في بعد رمزي يختبر فيه صدق الإنسان أمام آلة النسيان

نحن لا نعيش في بعد واحد بل في شبكة أبعاد تتقاطع داخلنا نحن أبناء الزمكان لكننا نحلم بالبعد الخامس ونقاوم في البعد الرمزي ونفكر في البعد الفلسفي ونحاصر في البعد المادي

في زمن يعاد فيه تشكيل الوعي لا يكفي أن نعرف أين نحن بل يجب أن نقرر من نكون فهل نختار أن نكون مجرد إحداثيات أم

إذا كان الكون لا يرحم فأنا أكتب كي أستعيد رحمتي كي أُعيد تشكيل مصيري كي أُثبت أنني لست مجرد نقطة في معادلة بل كائن يحمل ذاكرة وصوتا وحقا في النجاة

عكـس الاتّـجاه نيـوز
الحقيقـة الكاملـة
معــاً نصنع إعـلاماً جـديداً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى