الاقتصاد السوري بين رماد الحرب وشرارة الأمل

الاقتصاد السوري بين رماد الحرب وشرارة الأمل مع الثلاثاء الاقتصادي
بقلم مدير التحريراحمد غريب قدقراءة
في مرحلة ما بعد الأسد وزيارة الشرع إلى روسيافي لحظة فارقة من تاريخ سوريا وبعد سنوات من الحرب والانهيار الاقتصادي بدأت ملامح تحول اقتصادي تلوح في الأفق مدفوعة بتغيرات سياسية جذرية وزيارات دبلوماسية استراتيجية أبرزها زيارة الرئيس السوري
احمد الشرع إلى موسكو في أكتوبر ٢٠٢٥
هذه الزيارة التي وصفت بالتاريخية
لم تكن مجرد لقاء سياسي بل كانت إعلانا عن بداية مرحلة جديدة من إعادة بناء الاقتصاد السوري على أسس العدالة والشراكة الدولية
من اقتصاد الحرب إلى اقتصاد الفرص
عانى الاقتصاد السوري خلال العقد الماضي من دمار واسع النطاق حيث تراجعت مؤشرات النمو انهارت العملة وتفشى الفقر والبطالة
لكن مع سقوط نظام الأسد وبدء المرحلة الانتقالية بدأت الحكومة الجديدة بقيادة الشرع في اتخاذ خطوات جريئة لإعادة هيكلة الاقتصاد-
إعادة صياغة الاتفاقيات الدولية بما يضمن المصلحة العليا للشعب السوري ويفتح الباب أمام استثمارات أكثر شفافية وتوازنًا
– العدالة الانتقالية كمدخل للاستقرار الاقتصادي من خلال محاسبة المسؤولين عن الجرائم واستعادة الثقة في بيئة الأعمال
– فتح قنوات جديدة للتعاون الدولي لا تقوم على الولاءات السياسية بل على المصالح الاقتصادية المشتركة
كلها مؤشرات إيجابية تلوح في الأفق
رغم التحديات هناك إشارات مشجعة على بدء تعافي الاقتصاد السوري-
عودة تدريجية للقطاع الزراعي في المناطق المستقرة مع دعم حكومي لتوفير البذور والمعدات
– نشاط ملحوظ في قطاع البناء مدفوعًا بمشاريع إعادة الإعمار في المدن المدمرة
– تحسن في سعر صرف الليرة السورية بعد استقرار سياسي نسبي مما يعزز القوة الشرائية للمواطنين
– اهتمام دولي متزايد بالمشاركة في إعادة إعمار سوريا خاصة من دول مثل روسيا الصين وبعض الدول العربية
تحديات المرحلة القادمةلا يمكن الحديث عن انتعاش اقتصادي دون مواجهة التحديات التالية
١- إصلاح النظام المصرفي وإعادة الثقة في البنوك المحلية
٢- مكافحة الفساد الذي استشرى في مؤسسات الدولة- إعادة تأهيل البنية التحتية المدمرة من كهرباء ومياه وطرق
٣- توفير فرص عمل للشباب الذين يشكلون النسبة الأكبر من السكانخاتمة اقتصاد على مفترق طرق
الاقتصاد السوري اليوم يقف على مفترق طرق إما أن يستثمر لحظة التحول السياسي لبناء نموذج اقتصادي جديد قائم على الإنتاجية والعدالة أو أن يعيد إنتاج أزماته القديمة
زيارة الرئيس الشرع إلى روسيا كانت بمثابة شرارة أولى في طريق طويل نحو التعافي لكن النجاح يتطلب إرادة سياسية وشراكات دولية ووعي شعبي بأن الاقتصاد ليس مجرد أرقام بل هو مستقبل وطن




