مقتل طفل برصاص قسد في الرّقة: جريمة تهز الوجدان الإنساني و الوطني

بقلم : رئيس التّحرير ضياء بديوي
بالأمس ، اهتزّت مدينة الرّقة على وقع جريمة مروّعة ارتكبتها عناصر من قوات سوريا الدّيمقراطيّة ( قسد ) حين أُطلق الرّصاص على الطّفل #عليعباسالعوني (13 عاماً) قرب حاجز الصّوامع شمال المدينة، ممّا أدّى لمقتله على الفور. فكان الطّفل يجمع حبوب القمح المتناثرة ، في مشهد يعكس قسوة الواقع المعيشي ، قبل أن يتحوّل إلى ضحية جديدة لانتهاكات متكرّرة في مناطق سيطرة “قسد”.
فالطفل لم يكن يشكّل أي تهديد، ولم يتجاوز الحاجز، بل كان يسعى لتأمين لقمة عيش لأسرته من بقايا القمح و إنّ إطلاق النّار بشكل مباشر على رأسه ، دون تحذير ، يكشف عن نهج مفرط في العنف تجاه المدنيين ، خصوصاً الأطفال.
و الصّورة التي انتشرت لجثمانه الممدّد على الأرض أثارت موجة غضب واستنكار واسعة على منصّات التّواصل الاجتماعي.
هذه الجّريمة ليست الأولى، بل تأتي بعد سلسلة من الانتهاكات، منها قتل أطفال في دير الزور واعتقالات تعسفيٍة في ريفها
و استمرار هذه الحوادث يطرح تساؤلات جوهريّة حول غياب المحاسبة والرّقابة في مناطق سيطرة “قسد”
فالطفل علي، ابن الرقة، تحوّل إلى رمز لمعاناة السّوريّين في ظل سلطات لا تميّز بين مدني ومسلّح.
فما الذي يدفع طفلاً إلى جمع القمح من الأرض؟
إنّها الفاقة والحرمان في ظل انهيار اقتصادي ومعيشي.
الجريمة تكشف عن انهيار منظومة الحماية الاجتماعيّة ، حيث لا مدارس ولا أمن ولا فرص، بل رصاص ينتظرهم عند الحواجز.
و المجتمع المحلّي عبّر عن غضبه ، لكن الصّوت الشّعبي يظل مكبوتاً أمام سطوة السّلاح.
“قسد” تتبنى خطاباً سياسيّاً يدّعي حماية المدنيين ، لكنّها تمارس سياسات أمنيّة قمعيّة، تتجلّى في القتل والاعتقال والإخفاء القسري.
و غياب المحاسبة الدّاخليّة ، وتجاهل الجّهات الدّوليّة، يجعل من هذه الانتهاكات منهجاً لا استثناء .
فهذه الحادثة تعيد طرح سؤال جوهري: هل يمكن الوثوق بقوة عسكريّة لا تحترم حياة طفل ؟
ختاماً أقول : إنّ مقتل الطّفل #عليعباسالعوني ليس مجرد حادث عرضي ، بل هو جريمة مكتملة الأركان ، تمثّل انتهاكاً صارخاً للكرامة الإنسانيّة ، وتستدعي موقفاً وطنيّاً وأخلاقيّاً حازماً ، فلا يمكن أن تبقى الطّفولة في سوريا رهينة الرّصاص ، ولا أن يُترك المدنيون فريسة لانتهاكات لا تجد من يردعها. فالعدالة تبدأ بكلمة ، وتُبنى بموقف ، وتُصان بمحاسبة لا تعرف المجاملة.