غُرف بألف دولار في دمشق هل أصبحت السّياحة امتيازاً للأثرياء؟

بقلم محمد ضياء الدّين بديوي رئيس تحرير عكس الاتّجاه نيوز و مستشار إبداعي في الشّؤون الإعلاميّة و الرّمزيّة
أزمة تسعير تهدد القطاع السياحي في العاصمة السورية
في قلب دمشق المدينة التي تختزن عبق التاريخ وتروي حكايات الحضارات يشهد قطاع الفنادق ارتفاعاً غير مسبوق في الأسعار ما أثار جدلاً واسعاً حول مستقبل السياحة في البلاد فقد تجاوزت تكلفة الإقامة في بعض الفنادق حدود المنطق لتصل إلى مستويات تضاهي فنادق فاخرة عالمية دون أن تقدم خدمات مماثلة مما يطرح تساؤلات جدية حول مدى قدرة سوريا على استقطاب الزوار في ظل هذه الظروف
من فندق إلى فانتازيا مالية
أرقام صادمة في سوق الحجز
تشير بيانات مواقع الحجز الإلكتروني إلى أن أسعار الغرف في فنادق دمشق تتراوح بين 800 ألف ليرة سورية لليلة الواحدة في الفنادق المتوسطة وتصل إلى أكثر من مليون ونصف في الفنادق المصنفة الأخطر من ذلك أن بعض الفنادق تفرض على السياح الأجانب أسعاراً تبدأ من 400 دولار و تصل إلى 1000 دولار لليلة الواحدة ما يعكس انفصالًا واضحًا بين السعر ومستوى الخدمة المقدمة
السياحة في مهب الريح
عزوف الزوار والمغتربين
الارتفاع الحاد في أسعار الإقامة دفع العديد من السياح والمغتربين السوريين إلى إعادة النظر في زيارة دمشق إذ باتت التكاليف تشكل عائقًا حقيقيًا أمام الزائر العادي ما يهدد بانكماش حركة السياحة ويؤثر سلبًا على صورة سوريا كوجهة ثقافية وتاريخية هذا الواقع يخلق انطباعًا بأن البلاد أصبحت طاردة للسياحة بدلًا من أن تكون جاذبة لها
تداعيات اقتصادية واجتماعية
تأثيرات تتجاوز السياحة
لا تقتصر آثار هذه الأزمة على السياح فقط بل تمتد لتشمل المواطنين الذين يضطرون للإقامة المؤقتة في العاصمة لأسباب صحية أو تعليمية أو إدارية كما تعيق هذه الأسعار تنظيم الفعاليات الثقافية والمؤتمرات وتضعف فرص الاستثمار السياحي الحقيقي الذي يعتمد على استقطاب الزوار لا استغلالهم
دعوة للتدخل الحكومي
إعادة تنظيم القطاع الفندقي
في ظل هذه الفوضى السعرية يطالب المواطنون وأصحاب المكاتب السياحية وزارة السياحة بالتدخل العاجل لضبط الأسعار وإعادة هيكلة القطاع الفندقي المطلوب هو تحديد سقوف سعرية عادلة وضمان التوازن بين الجودة والتكلفة بما يعيد الثقة للزائر ويمنع تحول السياحة إلى امتياز للأثرياء فقط
مقترحات للحلول
نحو سياحة عادلة ومستدامة
- فرض رقابة صارمة على تسعير الغرف وربطها بمستوى الخدمة المقدمة
- تشجيع الاستثمار في فنادق اقتصادية ذات جودة مقبولة
- إطلاق منصة حكومية شفافة للحجوزات تضمن العدالة والوضوح
- تقديم إعفاءات ضريبية وتسهيلات للفنادق الملتزمة بالتسعير المنطقي
- وضع معايير واضحة لتسعير الغرف الخاصة بالسياح الأجانب لمنع استغلالهم
دمشق ليست مجرد مدينة بل هي رمز حضاري وإنساني عالمي لا يجوز أن تُشوّه صورتها بسبب غياب التنظيم أو جشع بعض المستثمرين إن إنقاذ السياحة في دمشق يبدأ من إعادة الاعتبار للفنادق كجزء من تجربة الزائر لا كعبء مالي يثقل كاهله
فهل نشهد قريبًا تحركاً رسميّاً يعيد التوازن لهذا القطاع الحيوي أم أن غرف الفنادق ستبقى أغلى من النجوم وأبعد من الشّموس ؟
عكـس الاتّـجاه نيـوز
الحقيقـة الكاملـة
معــاً نصنع إعـلاماً جـديداً