الأردن تحذّر رسميّاً من مرض قاتل يُهدّد السّوريّين بالعمى و الخرف

بقلم محمد ضياء الدّين بديوي رئيس تحرير عكس الاتّجاه نيوز و مستشار إبداعي في الشّؤون الإعلاميّة و الرّمزيّة
في تطوّر صحي يثير القلق كشفت تقارير طبية حديثة في المملكة الأردنية عن تفشّي حالات متقدّمة من مرض الزُهري المعروف علميّاً باسم Treponema pallidum بين فئات متعدّدة من المقيمين والوافدين هذا المرض الذي يُصنّف ضمن أخطر الأمراض المنقولة جنسيّاً لا يقتصر على إحداث أعراض جلدية أو تناسلية بل يتسلّل بصمت إلى الجهاز العصبي مهدّدًا المصابين بالعمى والخرف والشلل الدماغي وقد وجّهت السلطات الصحية الأردنية تحذيرًا رسميًا إلى الحكومة السورية داعيةً إلى اتخاذ إجراءات وقائية صارمة تجاه القادمين من الأردن في ظلّ حركة التنقّل النشطة بين البلدين وغياب الفحص الإجباري للأمراض المنقولة جنسيّاً في بعض المعابر الحدودية
الزُهري يُعدّ من الأمراض البكتيرية المزمنة التي تنتقل أساساً عبر الاتصال الجنسي وقد يبقى كامناً في الجسم لسنوات دون أعراض واضحة لكنه في مراحله المتأخرة يتحوّل إلى قنبلة صحية موقوتة الزُهري العصبي يصيب الدماغ والحبل الشوكي ويؤدي إلى اضطرابات عقلية وفقدان الذاكرة وسكتات دماغية أما الزُهري العيني فيهاجم العصب البصري وقد يُسبب فقدان البصر الكامل بينما الزُهري الخِلقي ينتقل من الأم إلى الجنين مسببًا تشوّهات خلقية أو وفاة الجنين
تفشّي المرض في الأردن ارتبط بجملة من العوامل أبرزها ضعف التوعية الجنسية في بعض الفئات السكانية وغياب الفحص الدوري للأمراض المنقولة جنسيّاً وارتفاع معدّلات العلاقات غير المحمية إضافةً إلى انتقال العدوى عبر الممارسات الطبية غير الآمنة أو استخدام أدوات ملوّثة وقد سجّلت السلطات الصحية الأردنية حالات متقدّمة من الزُهري العصبي والعيني ما دفعها إلى إصدار تحذيرات عاجلة وتكثيف حملات الفحص والعلاج
التحذير الأردني الموجّه إلى الحكومة السورية يحمل دلالات خطيرة إذ يدعو إلى فرض فحص الزُهري على القادمين من الأردن خصوصاً من الفئات الأكثر عرضة وتعزيز التوعية الجنسية في المنافذ الحدودية والمراكز الصحية وإطلاق حملات إعلامية تحذّر من خطورة المرض ومضاعفاته إلى جانب توفير العلاج المجاني للمصابين لا سيّما في المراحل المبكرة
الزُهري قابل للعلاج إذا تم اكتشافه مبكراً ويُعدّ البنسلين العلاج الأساسي إذ يُعطى عن طريق الحقن ويُعتبر الأكثر فعالية وفي حالات الزُهري العصبي يُعطى بجرعات عالية داخل الوريد مع ضرورة المتابعة الطبية لضمان القضاء الكامل على البكتيريا
تجاهل التحذير قد يُفضي إلى أزمة صحية عامة في سوريا تتمثّل في انتشار العدوى في غياب الفحص الوقائي وارتفاع معدّلات العقم والتشوّهات الخلقية وزيادة العبء الاقتصادي على النظام الصحي فضلًا عن تفشّي الوصمة الاجتماعية تجاه المصابين
الزُهري ليس مجرد مرض جنسي بل تهديد شامل للصحة العقلية والبصرية والإنجابية والتحذير الأردني يجب أن يُعامل كإنذار مبكر لا كخبر عابر فكل حالة غير مكتشفة قد تكون بداية لسلسلة من المعاناة الصامتة والانهيار الصحي التدريجي إن الوقت مناسب للتحرّك قبل أن يتحوّل الزُهري من مرض مستورد إلى وباء محلي ينهش في صمت عقول السوريين وأعينهم
عكـس الاتّـجاه نيـوز
الحقيقـة الكاملـة
معــاً نصنع إعـلاماً جـديداً