حلب مدينة الأمن العالمي حين يصبح السّلام مسؤولية شعب و حكومة

بقلم محمد ضياء الدّين بديوي رئيس تحرير عكس الاتّجاه نيوز و مستشار إبداعي في الشّؤون الإعلاميّة و الرّمزيّة
في زمن تتزايد فيه معدلات الجريمة وتتحوّل فيه المدن الكبرى إلى ساحات للصراع بين القانون والفوضى تبرز مدينة حلب السورية كاستثناء نادر بل كنموذج عالمي للأمن والاستقرار لم تعد حلب مجرد مدينة عريقة ذات تاريخ حضاري بل باتت تُصنف ضمن أكثر المدن أمانًا على مستوى العالم وفقاً لمعدلات الجريمة المنخفضة مقارنة بعدد سكانها هذا الواقع ليس وليد الصدفة بل نتيجة تضافر عوامل شعبية وحكومية متكاملة
الأمن في حلب بالأرقام
تشير الإحصائيات الدولية إلى أن مدينة حلب تسجّل معدل جريمة منخفضاً جداً لا يتجاوز 12.3 نقطة على مقياس من 100 وفقًا لمؤشر Numbeo العالمي ولتوضيح هذا الرقم يمكن مقارنته بمعدلات الجريمة في مدن عالمية أخرى حيث تسجل مدينة نيويورك معدلًا يبلغ 47.8 نقطة بينما تسجل مدينة إسطنبول 39.2 نقطة مما يضع حلب في مصاف المدن الأكثر أمانًا على مستوى العالم هذا الانخفاض يعكس كفاءة الأجهزة الأمنية لكنه أيضًا دليل على ثقافة مجتمعية راسخة ترفض الفوضى وتتمسّك بالقانون
تحليل الأسباب العميقة وراء أمن حلب
تعود أسباب الأمن في حلب إلى مجموعة من العوامل المتشابكة
- التركيبة الاجتماعية المتماسكة علاقات أسرية وروابط مجتمعية تقلل من النزاعات الفردية
- الوعي الديني والأخلاقي قيم تحث على احترام الآخر ونبذ العنف
- فعالية الأجهزة الأمنية سرعة الاستجابة وانتشار جغرافي مدروس
- التعاون مع المجتمع المحلي علاقة تكاملية بين المواطن ورجل الأمن
- الذاكرة الجماعية للحرب تجربة السنوات العصيبة عززت الحرص الشعبي على الاستقرار المطالب الشعبية لتعزيز الأمن
رغم الواقع الإيجابي يطالب سكان حلب بالمزيد من الإجراءات الوقائية لضمان استدامة الأمن - تكثيف الدوريات الشرطية صباحًا ومساءً في الأحياء والأسواق
- تفعيل كاميرات المراقبة الذكية وربطها بمراكز تحكم مركزية
- تطوير الخط الساخن الأمني لتسهيل الإبلاغ الفوري
- تدريب الكوادر الأمنية على التعامل المدني وتعزيز الثقة مع المواطن الوعي الشعبي حجر الأساس في منظومة الأمن
يلعب المواطن الحلبي دورًا محوريًا في ترسيخ ثقافة الأمن - يرى المواطن في الأمن مسؤولية شخصية ويشارك في حملات التوعية
- المبادرات المجتمعية من لجان الأحياء والجمعيات الشبابية تعزز ثقافة القانون
- الإعلام المحلي يسلط الضوء على قصص النجاح ويحذر من السلوكيات الخطرة
- المدارس والجامعات تُدرج مفاهيم الأمن المدني ضمن مناهجها التعليمية
وحدة الشعب خلف الحكومة معادلة السلام المستدام
يتجلى النموذج الحلبي في العلاقة المتينة بين الشعب والحكومة - الالتفاف الشعبي حول الحكومة يعزز قدرتها على اتخاذ قرارات حاسمة
- التعاون بين المؤسسات الرسمية والمجتمع المدني يخلق بيئة يصعب اختراقها
- الشعور الجماعي بالمسؤولية يحول الأمن من مهمة حكومية إلى ثقافة وطنية
- الثقة المتبادلة بين المواطن والحكومة تُعد خط الدفاع الأول ضد التهديدات نحو تصدير النموذج الحلبي عالميّاً
لتحويل تجربة حلب إلى مرجعية دولية في الأمن المجتمعي يمكن اتخاذ خطوات عملية - تنظيم مؤتمر دولي في حلب حول الأمن المجتمعي بمشاركة خبراء عالميين
- إنتاج فيلم وثائقي يروي قصة المدينة من الحرب إلى الأمان
- دعم البحث العلمي في الأمن الحضري وتوثيق التجربة أكاديميًا
- تبادل الخبرات الأمنية مع مدن أخرى عبر برامج تدريبية مشتركة
لا تكتفي حلب بأن تكون مدينة آمنة بل تسعى لأن تكون مدينة تُعلّم العالم كيف يُصنع السلام وبين جهود الحكومة ووعي الشعب تتشكل معادلة نادرة
مدينة لا تخاف الليل لأن أهلها هم حُرّاسها الحقيقيون
عكـس الاتّـجاه نيـوز
الحقيقـة الكاملـة
معــاً نصنع إعـلاماً جـديداً