مقالات

اليهود : تأريخ وممارسة بين الماضي والحاضر.

الجزء الثامن:

قبل ان نتطرق الى ما عاناه النبي عيسى وأمه مريم عليهما السلام، لا بد وأن نعرج الى ما فعله ابناء النبي يعقوب”ع” بأخيهم النبي يوسف “ع” ومن منا لا يعرف قصة هذا النبي الذي كانت معاناته مع اخوته من أبيه الذين ضحوا به ورموه في البئر ثم باعوه بثمن بخس فقط ليس إلا لأنهم لا يريدون له ان يأخذ مكانهم في النبوة بعد ابيه، خاصة “يهوذا” الذي رسم خطة ضياع يوسف والخلاص منه ومن يدري، لو لم يكن ما اراده الله، كان من الطبيعي ان يفعل يهوذا بأخوته واحدا بعد الآخر كما فعل بيوسف عليه السلام وأن التحدي الذي اعلنه يهوذا أمام اخوته بعد انكشاف امر عزيز مصر اي النبي يوسف والغيرة التي دبت في قلب يهوذا واضحة بقوله : سنرى من يبقى ويستمر انا او يوسف ونجح يهوذا في تبعية اليهود له بعد وفاة اخيه النبي يوسف وسموا يهودا نسبة اليه وما يهود إسرائيل إلا من اتباع يهوذا وتغيير حرف الذال الى دال كان على ألسنة العرب ومن هنا كانت تسميتهم قبل ان يصبحوا جزءا لا يتجزأ من الصهيونية العالمية كما بينا سابقا. المقصود بتبيان هذه الواقعة، ان نقارن ايضا مافعله يهوذا وما يفعله نتنياهو اليوم ليس بالأسرى العسكريين والمدنيين فقط، بل هو على استعداد لتكملة مشروعه الإنتقام من غزة وتفريغها بتهجير كل ماهو يتحرك في داخلها ولو فأر، شرط أن يكسب رهانه مع قيادات جيشه بقبولهم الإستمرار في سير المعركة وحتى لو أبيدوا على يد الفصائل الفلسطينية ولم يبق منهم عسكريا واحدا وأزيل الكيان الغاصب بأكمله. يهوذا في زمن يوسف عليه السلام كان مدعوما من اخوته يعاونه جلهم ما عدا بنيامين، الاخ من يوسف لأمه. في زمن النبي عيسى عليه السلام، كان وضعه يشبه الى حد كبير ماكان عليه يوسف. النبي عيسى “ع” واجه قومه جماعة المعبد وهو مازال مولودا جديدا ولم يقف الى جانبه سوى النبي زكريا “ع” ولا داعي لذكر السيرة المعروفة والمألوفة من كافة المؤمنين. بين الماضي والحاضر ، اوجه شبه عديدة واسمح لي عزيزي القاريء ان اكون شفافا وصريحا وصادقا في ما اراه وأقتنع به، شرط ان حالات الشبه التي سأذكرها، تخضع فقط للدلالة على ماحدث ويحدث وليس المقصود النيل من قيمة نبي مرسل واناس عاديين. في الماضي، كان كل الناس والشعوب والدول القائمة يومذاك، تقف في جبهة واحدة للخلاص من النبي عيسى عليه السلام وماجاء به من عند الله دينا ورسالة ومبشرا بنبي من بعده اسمه ” أحمد” وما أعطاه الخالق من قدرة على إقامة المعجزات. قلت نحن نقصد وجه الشبه وليس ان نضع أحدا مكان احد. اليوم إن الظروف التي تمر بها الجمهورية الإسلامية منذ قيام ثورتها العام ١٩٧٩ وما تعانيه الدول المتعاونة معها وتحديدا سوريا واليمن والعراق ولبنان وفلسطين وقوى المقاومة تحديدا او ما يسمى ” محور المقاومة” وعلى رأسهم المقاومة الإسلامية في حزب الله، إن الظروف التي يمر بها اليوم هذا المحور هي نفس الظروف والمعاناة التي مر بها النبي عيسى عليه السلام وحواريوه الإثني عشر، لكن الفرق بين الإثنين، أن في زمن النبي عيسى كان هناك يهوذا الأسخريوطي واحدا فقط أما في هذا الزمن يستحيل ان نحصي عدد الأسخريوطيين بيننا…! ؟

حسيب قانصوه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى