مختارات

قصة الكلب المشنوق..

يحكى انه خرج أحد الولاة ومعه حارسه لتفقد رعيته وانتهى به المطاف في بيت أحد المواطنين..
حيث أكرم وفادتهم وضيافتهم بدون أن يعرفهم أو يسألهم من هم .. ولم يعرف أنه الوالي وعندما خرج الوالي من عنده رأى كلب مشنوق ومعلق بجانب الدار..
سأل الوالي صاحب البيت عن سبب شنق الكلب؟
فأبى الرجل وقال:
هذا قصته قصة طويلة لا أقصها على أحد..
في اليوم التالي..
أرسل الوالي حاجبه لنفس الرجل يسأله عن الكلب المشنوق..لكنه رفض الإفصاح.
في اليوم الثالث..
أرسل الوالي جنوده وأحضروا الرجل لقصره..
وسأل الوالي الرجل عن الكلب المشنوق
فقال الرجل: لن اخبرك بقصته حتى تجعلني والي مكانك لفترة من الزمن..استغرب الوالي من هذا الطلب ورفضه بشده.. وأمره بالإنصراف بدون معرفة القصة.. لكن الوالي ظل طول الليل يفكر بالموضوع حتى أصبح الكلب المشنوق شغله الشاغل وحرمه من النوم..
بعد مرور أسبوع..
أمر الوالي جنوده بجلب الرجل..وأخبره بأنه وافق على طلبه بأن يكون والي مكانه لفترة قصيرة شريطة أن يخبره بقصة الكلب المشنوق.
استلم الرجل أمر الولاية مكان الوالي الأصلي..
ومن أول يوم قام بعزل كل المسؤولين من الصف الأول من وزراء ونواب وأعيان وقادة جيش ومخابرات.. خاصةً ممن معهم جنسيات أجنبية ويديرون مفاصل الدولة ووضعهم في السجن ، وسلم الصف الثاني من المسئولين مكانهم..
وأرسل رسائل لكل الدويلات المجاورة التي كانت تأخذ منها ضريبة لأنها كانت ضعيفة.أن لا أموال لكم عندنا بعد اليوم.ولا سلطة لكم علينا ، ولن ندفع لكم قرش واحداً ..
فقام أمراء ورؤساء تلك الدول بمحاولة التواصل مع أقرانهم العملاء في هذه الدولة لتسوية الأمور ، لكن ليس هناك مجيب كلهم في السجن ولم يجدوا من يتعاون معهم..
فردوا جميع الأموال لهذه الولاية حتى فاضت خزينتها من فرط الأموال…
ولما عاد الوالي الحقيقي، ورأى الأموال تملأ خزينة الدولة سرّ بذلك كثير ..
وقال:
الآن أخبرني قصة الكلب المشنوق..
فقال الرجل:
كان لدي قطيع غنم ،وكنت كل يوم أفقد شاة، ولا أدري ما السبب فتخفيت يوماً ورأيت هذا الكلب يعدو كل يوم على شاة ويقتلها ويعطيها لصديقه الضبع كي يبقيه في منصبه كمسؤول عن هذه الأغنام ولا يؤذيه..فكان جزاؤه الشنق ومنذ ذلك اليوم لم أفقد شاةً واحدة..
يا ترى…
كم من الكلاب الخائنة اليوم ؟وكم شاة ذُبحت وبيعت ونهبت واستباحت؟وكم من ضبع يصول ويجول حولنا ؟

منقولة بتصرف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى