مقالات

الكرامة السّوريّة تطرق أبواب بوتين والشّرع يفاوض من موقع القوة لا من موقع الحاجة

بقلم محمد ضياء الدّين بديوي رئيس تحرير عكس الاتّجاه نيوز و مستشار إبداعي في الشّؤون الإعلاميّة و الرّمزيّة

قراءة عكس الاتّجاه نيوز للزيارة التّاريخيّة إلى موسكو
بقلم محمد ضياء الدّين بديوي رئيس تحرير عكس الاتّجاه نيوز و مستشار إبداعي في الشّؤون الإعلاميّة و الرّمزيّة

في لحظة لا تشبه سواها وبينما تتقاطع خرائط النفوذ وتتشابك مصالح القوى الكبرى يخرج الرّئيس السّوري أحمد الشّرع من دمشق لا ليجامل ولا ليساوم بل ليعلن من قلب موسكو أن سوريا الجديدة لا تدار من الخارج ولا تباع في مزادات الجغرافيا السياسية إنها زيارة تقرأ في عكس الاتّجاه حيث لا صوت يعلو فوق صوت الكرامة ولا قرار يتخذ إلا من رحم السيادة

الشرع لم يذهب إلى روسيا ليطلب حماية بل ليطالب بتسليم الأسد وليعيد صياغة العلاقة مع الحليف القديم على أسس العدالة والاحترام المتبادل ذهب ومعه وفد يشبهه في الحسم والوضوح يحمل ملفات شعب أنهكته الحرب لكنه لم يفقد البوصلة

الزيارة جاءت في الخامس عشر من أكتوبر بعد عام واحد من سقوط النظام السابق وكأنها تقول إن سوريا لا تنتظر أحدا لتعيد بناء نفسها التاريخ هنا ليس صدفة بل رسالة إن من يقود اليوم هو من اختاره الشعب لا من فرضته البنادق

الكرملين ليس مجرد قصر سياسي بل مركز ثقل دولي إن يذهب الشرع إليه بهذه النبرة يعني أن سوريا لم تعد هامشاً في المعادلة بل طرفاً يحسب له حساب موسكو التي كانت ملاذاً للأسد باتت اليوم محطة لمطالبته بالعدالة

و تسليم الأسد ليس انتقاماً بل تأسيساً لعدالة انتقالية لا تساوم
إعادة هيكلة الوجود العسكري الروسي لأن السيادة لا تتجزأ
فتح ملفات الاستثمار والتنمية لأن سوريا لا تريد إعماراً مشروطاً بل شراكة عادلة
لقاء الجالية السورية لأن الوطن لا ينسى أبناءه مهما ابتعدوا

كيف نقرأ هذه الزيارة في عكس الاتجاه نيوز ؟

نقرأها كإعلان سيادي بأن زمن التبعية انتهى
نقرأها كخطوة جريئة في طريق العدالة والمحاسبة
نقرأها كرسالة للعالم ان سوريا الجديدة تفاوض من موقع القوة لا من موقع الحاجة
نقرأها كولادة سياسية جديدة تعيد الاعتبار للقرار الوطني المستقل

عكـس الاتّـجاه نيـوز
الحقيقـة الكاملـة
معــاً نصنع إعـلاماً جـديداً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى