خمسون ثانية هزّت القمة أحمد الشّرع قال ما عجزت عنه أمم

بقلم محمد ضياء الدّين بديوي رئيس تحرير عكس الاتّجاه نيوز و مستشار إبداعي في الشّؤون الإعلاميّة و الرّمزيّة
كلام الفصل في خمسين ثانية خطاب الرّئيس أحمد الشّرع في قمة الدّوحة يفتح صفحة جديدة في الدبلوماسية العربية
في مشهد غير مسبوق بتاريخ القمم العربية والإسلامية القى الرئيس السوري أحمد الشرع كلمة لا تتجاوز الخمسين ثانية خلال القمة الطارئة المنعقدة في العاصمة القطرية الدوحة لكنها كانت كافية لتقلب الموازين وتعيد تعريف الخطاب السياسي العربي لم تكن مجرد كلمات بل كانت كلام الفصل بحق حيث اختزلت الازمة وحددت الموقف ورسمت خارطة طريق اخلاقية وسياسية للامة
حيث انعقدت القمة العربية الإسلامية الطارئة في الدوحة على خلفية العدوان الإسرائيلي على قطر الذي استهدف قادة حركة حماس أثناء وجودهم في الدولة الوسيطة في سابقة خطيرة تمس الاعراف الدولية وتنسف قواعد الوساطة القادة العرب والإسلاميون اجتمعوا لبحث الرد لكن كلمة الرئيس السوري كانت الاكثر تداولا وتأثيرا
فاستهل الرئيس أحمد الشرع كلمته بعبارة سأسعى لاختصار الوقت ثم أطلق واحدة من أكثر الجمل تداولاً في الإعلام العربي
إنه لمن نوادر التاريخ أن يقتل المفاوض ومن سابقة الأفعال أن يستهدف الوسيط
ثم أضاف بيت الشعر الذي أصبح عنوانا للخطاب
متى تجمع القلب الذّكي وصارماً
وأنفاً حميّاً تجتنبك المظالم
هذا البيت المنسوب للشاعر الجاهلي عمرو بن براقه الهمداني يحمل دلالة عميقة على أن الأمة لا تُهاب إلا حين تجمع بين الحكمة والحزم والكرامة وهو ما أراد الرئيس الشرع أن يرسله كرسالة إلى الداخل والخارج
حيث ساد صمت مهيب في القاعة بعد الكلمة تلاه تصفيق حار من الوفود المشاركة وكأن الجميع ا
أدرك أن ما قيل في دقيقة واحدة فاق ما قيل في ساعات
في الشارع السوري اعتبرت الكلمة لحظة استعادة للهيبة الوطنية وعبر كثيرون عن فخرهم بالرئيس الذي أعاد سوريا إلى قلب الحدث العربي
في الشارع العربي والعالمي ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات تشيد بالخطاب واعتبره البعض درساً في الدبلوماسية فيما كتبت الإعلاميّة خديجة بن قنة
خطاب من خمسين ثانية يدرس في معاهد العلوم السياسية والدبلوماسية
إعادة تموضع سوريا عربيّاً الخطاب حمل رسالة دعم واضحة لدولة قطر ما يعكس رغبة دمشق في تجاوز سنوات العزلة والانخراط مجددا في العمل العربي المشترك
تجديد الخطاب السياسي السوري الانتقال من الخطابات المطولة الى الايجاز الرمزي يعكس تطورا في أسلوب التواصل السياسي ويمنح سوريا صورة أكثر براغماتية وفاعلية
تأثير إعلامي واسع بفضل قصره وبلاغته انتشر الخطاب بسرعة على وسائل الإعلام وشبكات التواصل ما عزز من حضور سوريا في المشهد السياسي والاعلامي العربي
رسالة أخلاقية وإنسانية استنكار استهداف الوسيط وقتل المفاوض يضع معيارا أخلاقيا جديدا في التعامل مع الأزمات ويعيد الاعتبار لقيم العدالة والكرامة
و بلا شك هذا الخطاب القصير سيدرس في معاهد العلوم السياسية والدبلوماسية ليس فقط لطبيعته الرمزية بل لأنه يمثل تحولا في فهم وظيفة الخطاب السياسي من الأطناب إلى الإيجاز ومن التوصيف الى التوجيه ومن التردد إلى الحسم
ففي زمن تتكلم فيه الأمم لساعات دون أن تقول شيئا قال الرئيس أحمد الشرع في خمسين ثانية ما يعجز عن قوله كثيرون كانت كلمته كلام الفصل لا من حيث المدة بل من حيث الرسالة إنها لحظة فارقة في تاريخ الخطاب السياسي العربي لحظة تعيد تعريف القيادة وتعيد للامة صوتها
ما اجتمعت أمة ولمت شملها إلا وقد تعاظمت قوتها وما تفرقت أمة إلا وقد ضعفت
عكـس الاتّـجاه نيـوز
الحقيقـة الكاملـة
معــاً نصنع إعـلاماً جـديداً
لمتابعة آخر الأخبار والتّطورات على موقعنا الإلكتروني : 👇👇
www.aksaletgah.com