مقالات

من أقسم على إنصافنا ظلمنا .. القسم الذي تحوّل إلى خيانة علنيّة

بقلم محمد ضياء الدّين بديوي رئيس تحرير عكس الاتّجاه نيوز و مستشار إبداعي في الشّؤون الإعلاميّة و الرّمزيّة

في زمنٍ يُباع فيه الضّمير على هيئة تعهّدات رسميّة و يُشترى الإنصاف بتصريحات جوفاء نكتب لا لنجامل بل لِنُدين نكتب لأننا نرفض أن نكون ضحايا القسم الزائف ونطالب بأن تحاسب الأرواح قبل الأجساد وأن يعاد تعريف الإنسانيّة لا كحالة شعورية بل كمنظومة سلوك لا تتجزأ

لقد أقسموا على إنصافنا ثم خذلونا بإسم القانون و بإسم الدين و بإسم الأخلاق و بإسم الإنسانيّة التي باتت تستدعى في المؤتمرات وتغتال في الميادين أقسموا أن يكونوا صوتنا فكمموه تعهدوا أن يحرسوا حقوقنا فنهبوها قالوا إنهم معنا ثم وقفوا ضدنا حين احتجنا إليهم

هذه ليست مجرّد افتتاحيّة بل هي قلب المقال النّابض وهي صرخة فكريّة في وجه روح خانت وعدها واعتبرت القسم مجرّد ديكور لغوي في خطاب سياسي أو قانوني بينما تمارس خلف الكواليس كل أشكال الظلم والتهميش والإقصاء

القسم الذي تحوّل إلى قيد
فحين يقسم أحدهم على الإنصاف إنّنا نمنحه ثقة لا تشترى ونضع بين يديه هشاشتنا آملين أن يحميها لا أن يستغلها لكن ما الذي يحدث حين يتحوّل القسم إلى قناع و حين يصبح الإنصاف وسيلة للهيمنة لا للعدالة و حين يستخدم القسم كأداة لإسكات الضّحايا لا لإنصافهم

الإنسان الذي أقسم على إنصافنا هو ذاته الذي شرّع قوانين التمييز وأدار ظهره للضعفاء وابتكر آليات بيروقراطية تعقد الوصول إلى الحق ثم ابتسم في وجه الكاميرا مدّعيا الفضيلة

العتاب هنا موجّها لفرد بعينه وبل لروح جماعيّة فقدت بوصلتها الإنسانيّة التي كانت تعرف بأنها التعاطف أصبحت تمارس كترف نخبويّة تمنح لمن يشبهنا وتحجب عمن يختلف نرى ذلك في تعاملنا مع اللاجئ مع الفقير مع المختلف مع من لا يملك صوتا في عالم يتحدث فيه الأقوياء فقط

أين ذهبت تلك الروح التي كانت تقسم باسم الله وبإسم العدالة والإنصاف ؟
لماذا أصبحت دموعنا انتقائية ؟
ولماذا نبرّر الظّلم حين يكون الضّحية من الطرف الآخر ؟

الأكاديمي الذي يكتب لا ليرضي بل ليوقظ فكم من الأكاديميّين قد كتبوا عن العدالة وكم منهم عاشوها و كم من الصّحفيّين رفعوا شعار الحق يقال ثم باعوا أقلامهم في مزاد المصالح

هذا المقال لا يكتب ليرضي جهة ولا ليجامل قارئاً بل ليوقظ تلك الرّوح التي نامت في حضن التّبرير وليذكر بأن القسم على الإنصاف ليس مجرّد كلمات بل مسؤولية أخلاقيّة لا تسقط بالتقادم

نداء إلى الضّمائر لا تصدقوا القسم راقبوا الأثر فلا تنخدعوا بالشعارات إسألوا عن الضحايا لا تكتفوا بالغضب بل حولوه إلى مساءلة لأن من أقسم على إنصافنا ظلمنا ونحن من نمنحه شرعية الاستمرار

فمن أقسم على إنصافنا ظلمنا لأنه رأى في ضعفنا فرصة وفي حاجتنا وسيلة وفي صمتنا غنيمة لكننا اليوم نكتب لا لنشكو بل لنفضح نكتب لأننا نرفض أن نكون ضحايا القسم الزائف ونطالب بأن تحاسب الأرواح قبل الأجساد وأن يعاد تعريف الإنسانيّة لا كحالة شعورية بل كمنظومة سلوك لا تتجزّأ

فيا من أقسمت لا نريد اعتذارك بل نريد أن تفي و إن لم تفي فسنكتب حتى يصبح القسم لعنة على من لا يستحقه

عكـس الاتّـجاه نيـوز
الحقيقـة الكاملـة
معــاً نصنع إعـلاماً جـديداً

لمتابعة آخر الأخبار والتّطورات على موقعنا الإلكتروني : 👇👇
www.aksaletgah.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى