مقالات

عجلات تصنع السّيادة

الثلاثاء الاقتصادي
بقلم أحمد غريب قد

حين تدور عجلة الشاحنة الثقيلة على الإسفلت لا تدور وحدها بل تجر خلفها اقتصادا وسياسة وكرامة وطنية فالشاحنة ليست مجرد وسيلة نقل بل هي فعل سيادي يربط بين أطراف الدولة ويحوّل الحركة إلى قيمة وبينما تنشغل الدول بحساب الأرباح والخسائر تنسى أحيانا أن الطريق نفسه قد يكون منجما إذا أُحسن استثماره

شاحنات الكرامة كيف تحقق الدولة أرباحا من نقل الحمولات الثقيلة

في عالم تتقاطع فيه العجلات مع السياسات لا تعد الشاحنات الكبيرة مجرد وسيلة نقل بل شرايين اقتصادية تنبض في جسد الدولة فكل شاحنة تعبر الحدود أو تقطع الصحارى تحمل معها أكثر من بضائع إنها تحمل فرصًا ضرائب وظائف وأحيانا رسائل سيادية

الدولة تجني أرباحا متعددة من قطاع نقل الشاحنات الثقيلة ويمكن تلخيصها في المحاور التالية
١ _ ضرائب ورسوم عبور الطرق والمنافذ
٢ _ ضرائب على الوقود والصيانة والتأمين
٣ _ رسوم تصاريح النقل والتراخيص
٤ _ تنشيط قطاع الصيانة ومحطات الوقود والخدمات اللوجستية
٥ _ خلق آلاف الوظائف المباشرة وغير المباشرة
٦ _ دعم التجارة الداخلية والخارجية عبر تسهيل حركة البضائع

في بعض الدول يساهم قطاع النقل البري بنسبة تصل إلى ستة بالمئة من الناتج المحلي أما في الدول ذات الموقع الحيوي مثل سوريا فإن الشاحنات العابرة بين آسيا وأوروبا تمثل مصدرا استراتيجيّا للدخل خاصة إذا تم تنظيمه ضمن ممرات تجارية آمنة وفعالة

حين تهمل الدولة هذا القطاع يتحول الطريق إلى ساحة استنزاف شاحنات متهالكة فساد في التصاريح وسائقون بلا حماية أما حين يُدار بعقل اقتصادي وإنساني يصبح النقل فعل كرامة لا مجرد حركة بضائع

الشاحنة ليست صندوقا معدنيّا على عجلات بل هي سفيرة اقتصادية ومؤشر على قدرة الدولة على تحويل الحركة إلى قيمة فكل كيلومتر تقطعه شاحنة كبيرة هو خطوة نحو اقتصاد أكثر ديناميكية وأكثر عدالة إذا ما وُضعت الكرامة في قلب السياسات

عكـس الاتّـجاه نيـوز
الحقيقـة الكاملـة
معــاً نصنع إعـلاماً جـديداً

لمتابعة آخر الأخبار والتّطورات على موقعنا الإلكتروني : 👇👇
www.aksaletgah.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى