من الخليج إلى الشّام
( السّعوديّة و قطر ) شركاء في نهضة سوريا الحديثة

بقلم محمد ضياء الدّين بديوي رئيس تحرير عكس الاتّجاه نيوز و مستشار إبداعي في الشّؤون الإعلاميّة و الرّمزيّة
في لحظة تاريخيّة تتقاطع فيها الإرادة السّياسيّة مع الطّموح الاقتصادي تتجلّى مواقف المملكة العربيّة السّعوديّة ودولة قطر كأمثلة ناصعة على الأخوّة الفاعلة لا الأخوّة الخطابية
فالدعم الذي تقدمه هاتان الدولتان للشعب السوري لم يعد مجرد تضامن إنساني بل تحول إلى شراكة استراتيجية في بناء مستقبل سوريا عبر استثمارات ضخمة تُعيد تشكيل المشهد الاقتصادي والاجتماعي في البلاد
و في عام 2025 أعلنت المملكة عن توقيع 47 اتفاقية ومذكرة تفاهم بقيمة تقارب 6.4 مليار دولار، شملت قطاعات حيوية مثل
الصّناعة
إنشاء مصانع للأسمنت الأبيض في عدرا الصناعية بطاقة إنتاجية 150 ألف طن سنويّاً ومجمعات للصناعات الغذائية والدوائية
العقارات
مشروع برج الجوهرة في قلب دمشق بقيمة 100 مليون دولار ومجمّعات سكنيّة في ريف حلب وحمص
الزراعة والتقنية
تطوير الزراعة الحديثة و الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي بالتعاون مع الجامعات السورية
هذه المشاريع ليست مجرد أرقام بل خطوات عملية نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي و خلق فرص العمل وتحفيز الاقتصاد المحلي
فالسعودية اليوم لا تدعم سوريا فقط بل تستثمر في نهضتها وتراهن على قدرات شعبها
أما بالنسبة لدولة قطر فهي تواصل دعمها عبر مشاريع تنموية وإنسانية تشمل
الإسكان والبنية التحتية في مناطق الشمال السوري عبر بناء وحدات سكنية نموذجية ومرافق خدمية
التعليم الرقمي والمدارس النموذجية التي تدمج المناهج الحديثة مع الهوية الوطنية
الاستثمار في السياحة العلاجية والدينية، بالتنسيق مع وزارات الصحة والسياحة السورية، لإحياء مواقع تاريخية وتحويلها إلى وجهات عالمية
قطر لا تكتفي بالتمويل بل تسهم في تصميم نماذج تنموية مستدامة تُراعي احتياجات السوريين وتُعزز الاستقرار الاجتماعي وتُعيد بناء الإنسان قبل الحجر
و بحسب هيئة الاستثمار السّوريّة تم إطلاق 12 مشروعاً استراتيجيّاً بقيمة 14 مليار دولار
أبرزها
المشروع
مطار دمشق الدّولي
القيمة / 4 / مليار دولار
القطاع
النقل والبنية التّحتيّة
المشروع
مترو دمشق
القيمة / 2 / مليار دولار
القطاع
التنقل الحضري
المشروع
أبراج دمشق
القيمة / 2 / مليار دولار
القطاع
العقارات
المشروع
مول البرامكة
القيمة / 60 / مليون دولار
القطاع
التجارة والخدمات
المشروع
مجمع الصناعات الطبية
القيمة / 1.2 / مليار دولار
القطاع
الصحة والصناعة
المشروع
مدينة المعارض الجديدة
القيمة / 800 / مليون دولار
القطاع
السّياحة والفعاليات
فهذه المشاريع تُعد محركات للنمو وفرصاً لتوظيف آلاف السّوريّين وتُعيد تموضع سوريا كلاعب اقتصادي إقليمي وتفتح الباب أمام شراكات عربية ودولية أوسع
و لم تكن هذه الاستثمارات مجرّد عقود على الورق بل بدأت تُترجم إلى واقع ملموس :
_ آلاف فرص العمل في قطاعات البناء، الصناعة، والخدمات
_ تحسين الخدمات الصحية والتعليمية في المناطق المحرومة
_ دعم الصّناعات المحلّيّة التي تعزز الاكتفاء الذاتي
_ مشاريع إسكان أعادت الكرامة للعائلات المهجرة
_ استعادة الثقة بالاقتصاد الوطني وتحفيز روح المبادرة لدى الشباب
و إنّ ما تقدّمه السّعودية وقطر اليوم هو أكثر من دعم إنه إيمان بسوريا وبقدرتها على النهوض من تحت الركام
فشكراً لكم قيادةً وشعباً على هذه المواقف النبيلة التي ستبقى محفورة في وجدان السّوريّين وتُكتب في سجل الأخوّة العربيّة بأحرف من نور
و سوريا لا تنسى وسترد الجّميل
فهي عرفت معنى الألم و لكنها تعرف أيضاً كيف تحفظ الجميل
وستبقى هذه الاستثمارات الخليجية شواهد على زمنٍ عربيٍ راقٍ آمن بسوريا وشارك في نهضتها
وسيرد الشعب السّوري هذا الوفاء بوفاء عبر العمل البناء والتمسك بالهوية العربيّة التي لا تنكسر
و من وقف معنا في زمن الشّدّة سيبقى في قلوبنا زمن الرّخاء
عكـس الاتّـجاه نيـوز
الحقيقـة الكاملـة
معــاً نصنع إعـلاماً جـديداً