مقالات

نيويورك تشهد اللقاء .. وميلانيا تشهد التّحوّل

بقلم محمد ضياء الدّين بديوي رئيس تحرير عكس الاتّجاه نيوز و مستشار إبداعي في الشّؤون الإعلاميّة و الرّمزيّة

هكذا يَقرأ عكس الاتّجاه نيوز الحدث

في عالم السّياسة لا تُقاس اللحظات بعدد الكلمات بل بعمق النّظرات وفي نيويورك حيث اجتمع الرّئيس السّوري أحمد الشرع بالرئيس الأميركي دونالد ترامب على هامش الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتّحدة وقفت ميلانيا ترامب السيدة الأولى في خلفية المشهد تراقب بصمت أنيق .
لم تسجّل الصحافة العالمية أي تعليق على تلك النظرة ولم تحللها الكاميرات لكن غياب التوثيق لا يعني غياب المعنى .

إننا لا نوثّق حدثا بصريّا بل نفكّك رمزية غياب التوثيق نفسه فحين تصمت الصحافة عن لحظة كهذه فإنها تفسح المجال للرمزية أن تتكلم وللتحليل أن يستعيد دوره في كشف المعاني الخفية
فالنظرة إن صحت لم تكن موجّهة إلى شخص الشرع فقط بل إلى رمزية حضوره إلى دولة كانت تحاصر بالعقوبات وها هي تعود إلى المسرح الدولي بثقة السيادة لا بتوسّلات التبعية .

ميلانيا في تلك اللحظة لم تكن مجرّد زوجة رئيس بل كانت تمثّل عين الغرب التي بدأت ترى الشرق من زاوية مختلفة ليست زاوية الخوف بل زاوية الفضول وربما الاحترام
أما الشرع فكان واقفاً بثبات لا يطلب اعترافاً بل يجسّد سردية جديدة تكتبها دمشق بالحبر السياسي لا بالدماء

اللقاء الذي ركّزت عليه الصحافة العالمية من زاوية الملفات الكبرى :

_ رفع العقوبات
_ إعادة الإعمار
_ التّعاون الأمني
لم يلتفت إلى التفاصيل الرمزية التي تصنع التحوّلات
فوجود السيدة الأولى في مثل هذه اللقاءات ليس تفصيلاً بروتوكولياً بل رسالة ضمنية تقول إن الغرب بدأ يعيد النظر في تموضعه وإن سوريا لم تعد تُقرأ من زاوية الحرب فقط بل من زاوية الدولة التي تصرّ على البقاء .

في زمن تتكلّم فيه البروتوكولات أكثر من الكلمات تبرز لحظة عابرة كهذه لتقول إنّ السّياسة ليست فقط ما يقال بل ما يُنظر إليه وما يُسكت عنه .
وحين تنظر ميلانيا تبقى العيون على الشّرع لا لأنه رئيس بل لأنه يعيد تعريف الحضور السّوري في العالم نظرة بعد نظرة ولقاء بعد لقاء .

عكـس الاتّـجاه نيـوز
الحقيقـة الكاملـة
معــاً نصنع إعـلاماً جـديداً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى