وجهة نظر

حين يغتصب الفن على يد كلمات جنسية تغنى والمجتمع يصفق للجريمة

حين يغتصب الفن على يد كلمات جنسية تُغنّى والمجتمع يصفّق للجريمة

بقلم محمد ضياء الدّين بديوي رئيس تحرير عكس الاتّجاه نيوز و مستشار إبداعي في الشّؤون الإعلاميّة و الرّمزيّة

اصبحت منصات التواصل تروّج للانحلال الجنسي تحت شعار فن شبابي

وانتقلنا من الغناء إلى الغرائز حين يغنى الانحطاط وتصفق له الجماهيرلم يعد الغناء تعبيرا عن الحب أو الحنين أو الوجدان لقد تحول إلى حفلة جماعية لتسويق الانحراف حيث تغنى الشتائم الجنسية وترقص البذاءة وتصفق الجماهير وكأنها تشهد لحظة تحرر لا لحظة سقوط

في السابق كانت الأغاني تخفي المعاني خلف التورية تراوغ في التعبير وتغازل الذوق أما اليوم فبعض الأغاني الشعبية والرقمية باتت تغني ما لا يقال حتى في أقبية الشتائم

كلمات مثل ان ك ك ك بدي حدا يطفيني تقال بصوت رخيم وتغلف بإيقاع راقص وتعاد نشرها آلاف المرات على تيك توك ويوتيوب بل وتستخدم كمقاطع صوتية في فيديوهات راقصة أو ساخرة

هذه ليست زلات لسان بل مشروع لغوي منحرف يحول الشتيمة إلى أغنية والانحراف إلى ترند والابتذال إلى فن

إنها ليست موسيقى بل إعلان تجاري لفعل جنسي يباع على هيئة أغنية

واصبحت المنصات الرقمية مسرح مفتوح للانحلال الجماعي تيك توك كمسرح للانفلات أغاني تحتوي على ألفاظ جنسية فجة تستخدم في تحديات ومقاطع راقصة ويشارك فيها مراهقون دون إدراك لخطورة المحتوى

يوتيوب بلا تصنيف فيديوهات موسيقية تحمل كلمات نابية تعرض دون تحذير وتصل إلى جمهور واسع بما فيهم الأطفال

الترند كمكافأة على الانحراف كلما كانت الكلمات أكثر فجاجة كلما زادت نسب المشاهدة وكأننا نكافئ الانحدار ونمنحه وسام الانتشارالمنصات لا تنشر الفن بل تسوق الفضيحة وتعيد تدوير الانحلال حتى يصبح مألوفا بل مطلوبا

فكيف تغتال الثقافة والوعي هذه الأغاني لا تسلي بل تعيد تشكيل الوعي الجمعي ليقبل الشتيمة كفن والانحلال كتحرر والانحطاط كإبداع إنها تمارس اغتيالا ممنهجا للذائقة وتدميرا متعمدا للحياء الجمعي وتطبيعا للشتائم الجنسية حتى تصبح مألوفة بل حتى يصبح للتطبيع و الانحراف

فحين تغنى الشتائم تصبح مألوفة وتستخدم في الحياة اليومية كتعبير عصري تدمير الذائقة اللغوية اللغة التي كانت وسيلة للتعبير الراقي تستخدم اليوم كأداة للابتذال مما يضعف الحس الجمالي لدى المتلقي إضعاف الحياء الجمعي حين يصبح التلفظ بألفاظ جنسية علنيا ومقبولا يفقد المجتمع إحدى أهم آليات الضبط الأخلاقي بحسب دراسة منشورة على موقع مؤسسة هنداوي فإن إضفاء الطابع الجنسي على المحتوى الإعلامي يؤدي إلى تحويل الإنسان إلى شيء يستهلك لا يحترم ويربط بقيمته الجسدية فقط مما يشوه العلاقات ويعرض الأجيال لمخاطر نفسية وسلوكية

واليوم الفن أم الفضيحة ما يسمى أغنية اليوم في بعض الحالات هو مجرد شتيمة تغنى لا تحمل أي قيمة فنية أو جمالية الاستوديو صار مكانا لتسجيل الانحراف والكليب صار عرضا للانفلات والجمهور جمهور مستنزف لا مستنيرالفنان لا يحتاج إلى صوت بل إلى جسد لا يحتاج إلى كلمات بل إلى إيحاءات النجاح لا يقاس بالإبداع بل بعدد الشتائم التي تغنى دون خجل

وما يحدث اليوم ليس تحررا فنيا بل تآكلا أخلاقيا يسوق على أنه إبداع والمطلوب ليس منعا بوليسيا بل وعيا جماعيا يرفض أن يغنى الانحطاط ويحتفي بالأصالة ويعيد للفن كرامته

#عكس_الاتجاه_نيوز

#الحقيقة_الكاملة

#معاَ_نصنع_إعلاماً_جديداً

لمتابعة آخر الأخبار والتّطورات على موقعنا الإلكتروني : 👇👇

www.aksaletgah.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى