أنا ياسر وانطقت هبل

بقلم محمد ضياء الدّين بديوي رئيس تحرير عكس الاتّجاه نيوز و مستشار إبداعي في الشّؤون الإعلاميّة و الرّمزيّة
أنا ياسر
ابن الإيمان
ابن الصّبر
ابن الأرض التي عذبت فيها الأرواح لتولد العقيدة
أنا الذي نطق “هبل” بلسانه
لا عن رغبة
بل عن جرح ينزف تحت سياط الكفر
أنا الذي خنقته النار
فخرجت الكلمة من فمه
لكن قلبه ظل يصرخ
الله أحد
أنا ياسر
الذي لم يدنه الله بكلمة خرجت تحت الإكراه
بل برأني في كتابه الخالد وقال
” إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان “
فيا من تحكمون على الناس من ظاهر القول
هل لكم أن تنظروا في القلوب
أنا ياسر
الذي ضمّه النّبي صلى الله عليه وسلم تحت جناحيه
لا ليعاتبه
بل ليغرقه بالرحمة
ويلبسه الحب
ويقول له
” إن عادوا فَعُد “
فأي قلب هذا
وأي نبي هذا
وأي دين هذا الذي لا يحاسب على الكلمة
بل على النّية
أنا ياسر
الذي علمكم أنّ الإيمان لا يقاس بالصوت
بل بالثبات حين ينكسر الجّسد
أنا ياسر
الذي علمكم أنّ الله لا يخذل من قال “هبل” مكرها
طالما أنّ قلبه يهتف “الله” سراً
فيا من تقرؤون
تذكروا
ليس كل من نطق الكفر كافراً
وليس كل من صمت مؤمناً
فالإيمان نار تختبر في الجّسد
لا في اللسان
عكـس الاتّـجاه نيـوز
الحقيقـة الكاملـة
معــاً نصنع إعـلاماً جـديداً