مقالات

لقاء الشّرع و باول في دمشق يكسر جمود الدّبلوماسيّة ويعيد رسم خرائط النفوذ

بقلم محمد ضياء الدّين بديوي رئيس تحرير عكس الاتّجاه نيوز و مستشار إبداعي في الشّؤون الإعلاميّة و الرّمزيّة

في خطوة تحمل دلالات استراتيجيّة عميقة استقبل السّيد الرّئيس أحمد الشّرع مستشار الأمن القومي البريطاني جوناثان باول في العاصمة دمشق بحضور وزير الخارجيّة والمغتربين أسعد حسن الشّيباني و رئيس الاستخبارات العامّة حسين السّلامة
فاللقاء الذي جرى في الخامس من أغسطس 2025 يأتي بعد شهر من زيارة وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي ويُعد امتداداً لمسار دبلوماسي جديد بدأ يتشكل بين دمشق ولندن

رسائل دمشق
انفتاح مشروط
الرّئيس الشّرع أكّد خلال اللقاء انفتاح سوريا على أي مبادرات صادقة تدعم أمن المنطقة واستقرارها شريطة أن تحترم سيادتها وقرارها الوطني المستقل
هذا التّصريح يعكس ثبات الموقف السّوري في وجه الضغوط الغربية ويعيد التأكيد على أن الحوار لا يعني التّنازل بل هو تعبير عن قوة الدولة واستقلال قرارها

الجانب البريطاني
تردد أم اختبار ؟
ورغم الإعلان الرسمي عن استعادة العلاقات، لا تزال السفارات مغلقة وسط تحفظات لوجستية وسياسية من الجانب البريطاني تقارير صحفية أشارت إلى أن لندن تعتمد على قنوات خلفية مثل مؤسسة “إنتر ميديت” وتلعب المبعوثة الخاصة آن سنو دوراً محورياً في تسهيل الحوار ما يثير تساؤلات حول جدية الالتزام البريطاني بإعادة التمثيل الدبلوماسي الكامل

أبعاد اللقاء الإقليمية والدولية

اللقاء لم يقتصر على العلاقات الثنائية بل تناول الأوضاع الإقليمية والدولية بما في ذلك مستقبل الأمن في الشرق الأوسط، وتوازنات القوى في ظل التحولات الجيوسياسية المتسارعة
ويُنظر إلى هذا اللقاء كجزء من إعادة تموضع بريطاني في المنطقة في وقت تتقدم فيه دول أوروبية أخرى بخطى أسرع نحو دمشق، أبرزها فرنسا التي استضافت الرئيس الشرع في مايو الماضي

تحليل رمزي
اللقاء يحمل رمزية تتجاوز البروتوكول فهو بمثابة إعلان غير مباشر عن نهاية مرحلة العزل وبداية مرحلة “الانخراط المشروط”
كما يعكس قدرة دمشق على فرض إيقاعها الخاص في الحوار الدولي دون أن تتنازل عن ثوابتها الوطنية

لقاء الشّرع وباول ليس مجرد اجتماع دبلوماسي بل هو مشهد تأسيسي لمرحلة جديدة في العلاقات السورية البريطانية مرحلة تتطلب من الطرفين وضوحاً في النوايا، وجرأة في اتخاذ القرارات
فهل نشهد قريباً إعادة فتح السفارات وتبادل السفراء ؟
أم أن لندن ستبقى في منطقة الرماد الرمزي بين الاعتراف والتردد ؟

عكـس الاتّـجاه نيـوز
الحقيقـة الكاملـة
معــاً نصنع إعـلاماً جـديداً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى