الرّئيس أحمد الشّرع في افتتاح معرض دمشق الدّولي : سوريا تعود إلى قلب الجغرافيا السّياسيّة وتستعيد دورها الحضاري

بقلم محمد ضياء الدّين بديوي رئيس تحرير عكس الاتّجاه نيوز و مستشار إبداعي في الشّؤون الإعلاميّة و الرّمزيّة
في مشهد سياسي بالغ الرّمزيّة جاء حضور الرّئيس أحمد الشّرع في افتتاح معرض دمشق الدّولي ليؤسّس لمرحلة جديدة في سرديّة الدّولة السّوريّة لا بوصفها طرفا منهكا في صراعات إقليمية بل كفاعل تاريخي يعيد تموضعه في قلب الجغرافيا السياسية ويستعيد دوره الحضاري الذي حاول النظام البائد عزله عن العالم لعقود
هذا الحضور لم يكن مجرد ظهور رسمي بل كان حدثا مركبا يحمل في طياته رسائل سياسية واجتماعية ونفسية تتجاوز الداخل السوري لتطال الإقليم والعالم
سوريا من العزلة إلى المركز
في خطابه أعاد الرّئيس الشّرع تعريف موقع سوريا ليس فقط كدولة ذات سيادة بل كعقدة جيوسياسيّة لا يمكن تجاوزها
جغرافيا سوريا تقع في قلب تربط بين آسيا وأوروبا وتتحكم بممرات استراتيجية برية وبحرية ما يجعلها لاعبا لا يمكن تهميشه في أي معادلة إقليمية
تاريخيا سوريا ليست مجرد حدود مرسومة بل أرض شهدت ولادة الحضارات من أوغاريت إلى دمشق ومن تدمر إلى حلب الشّرع أعاد تذكير العالم بأن سوريا ليست طارئة على التاريخ بل من صانعيه
هذا التوصيف لم يكن ترفا خطابيا بل ردا مباشرا على محاولات النظام السابق لتقزيم سوريا وتحويلها إلى دولة وظيفية تابعة لتحالفات أمنية مغلقة
النظام البائد هندسة العزلة وتهميش الدور
الرئيس الشرع لم يتردد في تحميل النظام السابق مسؤولية عزلة سوريا عن محيطها العربي والدولي مشيرا إلى أن الاستبداد لم يكن فقط قمعا داخليا بل عزلا ممنهجا عن العالم لقد
حول سوريا إلى ساحة أمنية مغلقة تدار بمنطق الخوف لا بمنطق الدولة
صادر القرار الوطني لصالح تحالفات قسرية أخرجت سوريا من محيطها العربي وأفقدتها دورها الإقليمي
شوه صورة سوريا في الخارج فباتت تختزل في ملفات أمنية لا في إرثها الحضاري أو طموحها السياسي
الشرع في خطابه لم يكتف بإدانة الماضي بل قدم الثورة بوصفها لحظة استعادة للهوية السورية وللموقع الذي تستحقه في العالم
الثورة استعادة المعنى والتموضع
وصف الرئيس الثورة بأنها لحظة انبعاث وطني لا مجرد احتجاجات لقد أعادت سوريا إلى شعبها وفتحت أبواب العالم أمام السوريين لا كلاجئين فقط بل كصناع تغيير الثورة بحسب الشرع لم تكن فقط ضد الاستبداد بل ضد العزلة ضد اختزال سوريا في صورة أمنية قاتمة
هذا التحول من دولة تدار من خلف الجدران إلى وطن يفتح نوافذه للعالم هو ما يجعل خطاب الشرع حدثا مفصليا في تاريخ سوريا الحديث
الخطاب تفكيك العزلة وبناء سردية جديدة
الخطاب الذي ألقاه الرئيس الشرع لم يكن مجرد إعلان نوايا بل تفكيكا دقيقا للعزلة التي فرضت على سوريا وبناء لسردية جديدة تقوم على
١ _ السيادة الوطنية سوريا تقرر مصيرها بنفسها دون وصاية أو تبعية
٢ _ الانفتاح المشروط العالم مدعو للتعامل مع سوريا كدولة ذات كرامة لا كملف تفاوضي
٣ _ العدالة الاجتماعية الداخل السوري يجب أن يعاد بناؤه على أسس العدالة والمواطنة لا على منطق الامتيازات الأمنية
الخطاب حمل لغة مزدوجة حازمة في السياسة ومتواضعة في التواصل مع الشعب مما عزز شرعية الرئيس كقائد قريب من الناس لا متعال عليهم


التأثير الإقليمي والدولي سوريا تعود كلاعب لا كملف
حضور الرئيس الشرع في هذا الحدث الدولي وخطابه الذي أعاد تعريف سوريا كان له تأثير مباشر على المشهدين العربي والغربي
عربيا أعاد سوريا إلى قلب النظام الإقليمي كدولة مستقلة لا كطرف تابع هذا الحضور يفتح الباب أمام إعادة بناء العلاقات العربية على أساس المصالح المشتركة لا على أساس الاصطفافات القديمة
غربيا الخطاب كان رسالة واضحة بأن سوريا لم تعد ساحة مفتوحة للتدخلات بل دولة تعيد بناء ذاتها وتطالب العالم بالتعامل معها بندية واحترام
هذا التحول في الخطاب والموقع يعيد رسم صورة سوريا في الإعلام والسياسة الدولية ويمنحها فرصة لتكون فاعلا في صياغة المستقبل لا مجرد متلق للقرارات
فافتتاح معرض دمشق الدولي بحضور الرئيس أحمد الشرع لم يكن مجرد فعالية اقتصادية بل حدثا سياسيا واجتماعيا ونفسيا بامتياز يحمل في طياته رسائل متعددة
١ _ أن سوريا قادرة على الحياة رغم الموت
٢ _ أن القيادة الحقيقية لا تختبئ بل تواجه وتخاطب شعبها بلغة الوعي
٣ _ أن العالم مدعو لإعادة النظر في سوريا لا كأرض نزاع بل كدولة تنهض من تحت الركام وتستعيد دورها الحضاري
بهذا الحضور وبهذا الخطاب أعاد الشرع لسوريا موقعها الطبيعي منارة لا تنطفئ مهما اشتدت العواصف ومركزا يعيد التوازن إلى الإقليم والعالم
عكـس الاتّـجاه نيـوز
الحقيقـة الكاملـة
معــاً نصنع إعـلاماً جـديداً
