سيادة المحافظ حلب تناديك لا لتعاتبك بل لتستظل بعدلك

بقلم محمد ضياء الدّين بديوي رئيس تحرير عكس الاتّجاه نيوز و مستشار إبداعي في الشّؤون الإعلاميّة و الرّمزيّة
في مدينة تتنفّس المجد ويختنق بعض أبنائها بالقهر يقف بعض المسؤولين متسلّحين بالقانون لا لحماية النّاس بل لطردهم من أرصفة الأمان إلى شوارع التشرّد
باسم القانون تهدم النّفوس وتُسحق الكرامات وتغلق الأبواب في وجه من لا باب له
بدون أن يرتجف لهم رمش الإنسانيّة
وحقيقة القانون
فبعض كلامهم حق لكن يراد به باطل
ولا يرمش لهم جفن كأن الإنسان في عرفهم رقم زائد أو عبء إداري يجب التّخلّص منه
لكن حين نذكر النّخوة نذكرك فأنت أهلها
وحين نبحث عن العدل نبحث في قراراتك وأنت أهلها
وحين نحتاج إلى سند نلجأ إلى حكمتك فأنت ملاذها
فأنت يا سيادة المحافظ من جعل القانون نوراً يهتدى به
لا سيفاً يقطع به الضّعفاء
أنت من جعل المنصب مسؤوليّة لا حصانة
ومن جعل السّلطة رحمة لا قسوة
ومن جعل القانون روحاً لا ورقاً
سيادة المحافظ
إن كانت النّخوة عنواناً فأنت من يكتبها
وإن كان القانون نوراً فأنت من يشعله
وإن كان للمظلومين صوت خافت فأنت من يسمعه قبل أن يصرخ
وإن كانت حلب تناديك فلا لتعاتبك بل لتستظل بعدلك
أهل حلب لا يذكرونك إلا بخير ولا يروون عنك إلا مواقف النّخوة والعدل
ولا يرفعون إليك الصّوت إلا لأنّهم يعرفون أنّك تسمع نجواهم
ولا يطرقون بابك إلا لأنهم يؤمنون أنّك تفتح لهم باباً من العدل لا يغلق أبداً
يقال عنك ما مات عمر
ما مات من كان يعرف بالتاريخ رمزا للعدالة والإنسانيّة
ما مات من كان يخاف على شاة إن ضاعت فكيف لا تخاف على إنسان شرّد من مأواه .
ما مات من كان يسهر ليطمئن على من ناموا في الطّرقات
فهل يظلم أحد بحلب في عهدك
سيادة المحافظ
إن كان القانون نورا فأنت من يشعله
لكني اليوم يراودني السؤال اليوم هل تسمع همس من شردهم القانون بدون وجه حق بكلام حق يرادبه باطلاً
هل ترى وجوههم التي أطفأها الخوف
هل تصغي لقلوبهم التي لم تجد مأوى إلا الأرصفة
نحن لا نكتب لنعاتب بل لنناشد
لا لنهاجم بل لنستعطف ضميرك الحي فأنت من عرفنا فيه النّخوة والرّحمة والعدل
وأنت من نثق أن همس المظلوم يصل إلى قلبه قبل أن يصل إلى مكتبه
وأنت من نؤمن أنه لا يرضى أن يستخدم القانون لسحق الضّعفاء .
ولا أن يطرد الإنسان من مأواه باسم الإجراءات.
أو لغاية بنفس يعقوب
بعض رعيتك ظلم وبات ينتظر أن تفتح لهم نافذة أمل
فكن كما عهدناك نوراً في زمن العتمة
وسنداً في زمن القسوة
وعدلاً في زمن التّشرد
نفتح هذا النّص كنداء لا كإتهام
كصرخة ألم يعتصر قلب من ظلم في وجه الصّمت
وكلمة حبّ واحترام في أذن من قالت عنه حلب ما مات عمر
حين يذكر اسمك .
فليكن الإعلام صوتاً اليوم للرحمة والإنصاف قبل فوات الأوان
ولا مرآة للسلطة وليكن القانون حارساً للكرامة لا سيفاً على رقاب الفقراء
وليكن محافظ حلب كما عرفناه ما مات عمر