مقالات

عودة الرّوح إلى الجّذور ( الدّكتور محمد أبو الفرج الصّادق )

بقلم رئيس التّحرير محمد ضياء الدّين بديوي
زيارة الدّكتور محمد أبو الفرج الصّادق إلى سوريا في لحظةٍ تتقاطع فيها الذّاكرة الوطنيّة مع الحِراك الثّقافي والإنساني
و جاءت زيارة الدّكتور الصّادق إلى سوريا كحدثٍ يتجاوز البروتوكول ليحمل في طياته دلالات عميقة على مستوى الفكر و الهوية و الرّسالة
من دار زايد إلى دمشق عبورٌ محمّلٌ بالمعاني
الدّكتور الصّادق هو مفكر سوري مقيم في الإمارات لم يعد إلى وطنه كزائرٍ عابر بل
كسفيرٍ للروح يحمل معه إرثاً من العطاء الإنساني والتّكريمات الدّوليّة أبرزها اختياره كأفضل شخصيّة عربيّة في الأعمال الإنسانيّة لعام 2024
زيارته إلى سوريا تمثّل عودةً رمزية إلى الجّذور في وقتٍ تتعطش فيه البلاد إلى رموزٍ تجمع بين الأصالة والرّؤيّة العالميّة

فدلالات الزّيارة بين الفكر والنّهضة ليست مجرد لقاءات أو محاضرات بل هي
تجسيدٌ للربط بين سوريا المغتربة وسوريا المتجدّدة حيث يحمل القادم من الإمارات روحاً من دار زايد الخير إلى أرض الحضارات

رسالة أمل للجيل الجّديد بأنّ الفكر السّوري لا يزال حيّاً قادراً على التّأثير في المحافل الدّوليّة والعودة ليغرس بذور النّهضة في تربته الأصليّة

و إعادة تعريف للهوية الثّقافيّة السّوريّة عبر نموذج يجمع بين علوم القرآن الإعلام و الرّيادة الإنسانيّة
لقاءات ومبادرات بمنابر للوعي من المتوقّع أن تشمل زيارته
ندوات في الجّامعات السّوريّة حول كتابه الأشهر ( كيف تقرأ القرآن ) الكتاب الذي أصبح مقرّراً في مراكز تحفيظ القرآن

و لقاءات مع مفكرين وإعلاميّين لتبادل الرّؤى حول دور الإعلام في بناء الوعي الجّمعي
و مبادرات إنسانيّة بالتعاون مع جمعيات مثل SOS وقرى الأطفال التي لطالما دعمها في دمشق

فما الذي تعنيه هذه الزّيارة لسوريا اليوم برأيكم ؟

في زمنٍ تتصارع فيه الصّور النّمطيّة تتمثل زيارة الدّكتور أبو الفرج تأكيداً على أن سوريا لا تزال تنجب وتستعيد رموزها و دعوةً لإعادة بناء الجّسور بين الدّاخل والخارج ليس فقط جغرافيّاً بل فكريّاً وإنسانيّاً وإلهاماً للنخب الثّقافيّة بأنّ العودة ليست تراجعاً بل انطلاقة جديدة من نقطة الأصل
فحين يعود المفكر يعود الوطن إلى ذاته و زيارة الدّكتور محمد أبو الفرج الصادق إلى سوريا ليست حدثاً عابراً بل هي لحظة تأمل في قدرة الفكر على عبور الزّمن والمسافات ليعود ويضيء من جديد إنها دعوة لكل من غادر أن يعود حاملًا النور لا الحنين فقط
فهل يبتسم لنا القدر و نتشرّف بلقاء هذا المفكر الكبير ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى