مقالات

لا مؤيّد ولا معارض الشّرع يُعلن ساعة البناء الوطني

بقلم محمد ضياء الدّين بديوي رئيس تحرير عكس الاتّجاه نيوز و مستشار إبداعي في الشّؤون الإعلاميّة و الرّمزيّة

حين يتكلّم الوطن وتصمت الاصطفافات
قالها الشّرع بوضوح لا يحتمل التّأويل
لا يوجد حالياً مؤيّد ومعارض كلنا شعب سوري يد واحدة لازم ننهض ونبني سوريا من جديد
لم تكن مجرّد عبارة عابرة في مقابلة تلفزيونية بل كانت نداء وطنيا يتجاوز اللحظة الإعلاميّة ليصبح وثيقة رمزية لمرحلة جديدة في التاريخ السوري

في زمن تتكاثر فيه الأصوات المتنافرة جاء صوت الشرع ليعيد تعريف الاصطفاف السياسي لا على أساس الولاء بل على أساس الانتماء
الانتماء لسوريا للأرض للتاريخ للمستقبل الذي لا يكتب إلا بأيد سورية خالصة
كلمات تختصر وجع السنوات وتفتح نافذة أمل على مستقبل لا يبنى إلا بالتكاتف
كلمات تعيد تشكيل المزاج العام نحو التهدئة والتعاون وتفتح الباب أمام مبادرات مدنية وشعبية لإعادة الإعمار

العبارة تحمل شحنة عاطفية عالية وتخاطب اللاوعي الجمعي للسوريين الذين أنهكتهم سنوات الانقسام والدمار
فيها تطمين نفسي ورسالة أمان تقول لقد انتهى زمن التصنيف وبدأ زمن التضميد
إلغاء الثنائية النفسية مؤيد ومعارض يحرر الفرد من عبء الهوية السياسية القسرية
استخدام عبارة يد واحدة يعيد بناء صورة الجسد الوطني المتماسك بعد أن تمزقته الحرب
الدعوة إلى النهوض والبناء تفعل آليات الأمل والمبادرة داخل النفس السورية وتكسر حالة الانتظار السلبي
هذا الخطاب لا يخاطب العقل فقط بل يخاطب الوجدان ويعيد الاعتبار للانتماء الوطني كهوية جامعة تتجاوز كل الاصطفافات

هذا النداء يعزز الثقة بين المواطن والمؤسسات إن تم تبنيه رسميا
يخفف من حدة الخطاب العدائي في الإعلام المحلي
يفتح المجال أمام المصالحة المجتمعية على أساس الشراكة لا المحاسبة
يخلق مناخا نفسيا جديدا يتيح للناس أن يحلموا دون خوف وأن يبنوا دون شروط

إقليميا يربك الخطابات التي تراهن على استمرار الانقسام السوري
يوجه رسالة ضمنية إلى القوى الإقليمية أن سوريا بدأت تتكلم بلغتها الخاصة
يفتح نافذة جديدة للتفاهم مع دول الجوار على أساس المصالح المشتركة لا المحاور المتصارعة
يعيد تموضع سوريا كفاعل إقليمي لا كمفعول به

عالميا يعيد تقديم سوريا كدولة قادرة على تجاوز أزمتها دون وصاية
يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته في دعم إعادة الإعمار دون شروط سياسية
يغير الصورة النمطية عن السوريين في الإعلام الغربي من كونهم لاجئين إلى كونهم بناة وطن
يفتح المجال أمام شراكات دولية قائمة على الاحترام المتبادل لا على الإملاءات

للشعب السوري يقول أنتم لستم ضحايا فقط بل شركاء في إعادة البناء
لا أحد خارج المشروع الوطني ولا أحد فوقه
المصالحة ليست تنازلا بل ضرورة وجودية
سوريا لا تبنى بالولاءات بل بالإرادات

وللعالم يقول سوريا قادرة على تجاوز أزمتها دون وصاية
الشعب السوري يملك من الوعي ما يكفي لفرز أولوياته
لا حاجة لمزيد من التدخلات بل لدعم مسار التعافي الوطني
الخطاب السوري الجديد يتحدث بلغة الوحدة لا بلغة الاستقطاب

حين يتكلم الوطن تصمت الاصطفافات وتبدأ مرحلة جديدة لا تقاس بعدد المؤتمرات بل بعدد الأيادي التي تبني والقلوب التي تصدق والعقول التي تتجاوز
إنها لحظة نادرة يجب أن تلتقط لا لتصفق بل لتترجم إلى مشروع وطني جامع
مشروع لا يقصي أحدا ولا يخضع أحدا بل يشرك الجميع في ورشة إعادة الاعتبار لسوريا الإنسان وسوريا الدولة وسوريا الرمز

عكـس الاتّـجاه نيـوز
الحقيقـة الكاملـة
معــاً نصنع إعـلاماً جـديداً

لمتابعة آخر الأخبار والتّطورات على موقعنا الإلكتروني : 👇👇
www.aksaletgah.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى