مقالات

بين الحقيقة والتّشويش : كيف تواجه سوريا حرباً إعلاميّة جديدة ؟

بقلم رئيس التّحرير محمد ضياء الدّين بديوي

في لحظة مفصليّة من تاريخها الحديث تخطو سوريا بثبات نحو الاستقرار والتعافي بعد سنوات من التحديات المركّبة التي عصفت بمؤسساتها ومجتمعها وبينما تتجه الدولة نحو ترسيخ الأمن وإعادة بناء ما تهدّم تطلّ علينا من جديد بعض المنصات الإعلامية المأجورة مدفوعة بأجندات خارجية وأطراف داخلية فقدت نفوذها لتبثّ أخبارًا مفبركة تهدف إلى التشويش على الرأي العام وزعزعة الثقة الشعبية
السؤال المهم ، من يقف خلف هذه الحملات؟

تشير المعطيات إلى تورّط شخصيات معروفة مثل رامي مخلوف ومن تبقى من أتباع النظام الاقتصادي القديم
في تمويل وتوجيه هذه الحملات الإعلاميّة
هؤلاء
الذين فقدوا امتيازاتهم بعد أن أعادت الدولة ضبط بوصلتها نحو العدالة الاقتصادية يسعون اليوم إلى إعادة إنتاج نفوذهم عبر أدوات التشويه والتضليل

وان كان الإعلام كأداة صراع بين المهنية والتوظيف السياسي

ما نشهده ليس مجرد اختلاف في الرأي أو نقد بنّاءبل هو توظيف ممنهج للإعلام كأداة صراع سياسي واقتصاد
فبدلًا من الالتزام بأخلاقيات المهنة تلجأ هذه القنوات إلى فبركة الأخبار
وتضخيم الوقائع
وتقديم سرديات مشوهة تخدم مصالح ضيقة تتعارض مع المصلحة الوطنية العليا

الثقة الشعبية: الحصن الذي لا يُخترق

ورغم كل هذه المحاولات، تبقى ثقة السوريين بحكومتهم ومؤسساتهم هي الحصن المنيع الذي تتكسر عليه موجات التشويش
لقد أثبت الشعب السوري
مرارًا
قدرته على التمييز بين الإعلام الوطني المسؤول وبين الأبواق التي تقتات على الفوضى.

الوقوف إلى جانب الدولة خيار وطني لا حياد فيه

في هذه المرحلة الدقيقة يصبح دعم الدولة السورية واجبًا وطنيًا لا يقبل التأجيل
فمساندة مؤسساتها
والوقوف في وجه الحملات المغرضة هو دعم مباشر لوحدة سوريا وسيادتها
وكرامة شعبها
إنها لحظة اختبار للوعي الجمعي
وللقدرة على التمييز بين من يريد الخير لسوريا
ومن يسعى إلى تقويضها من الداخل والخارج.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى