مقالات

كارثة الحرائق في السّاحل السّوري : نداء للوحدة الوطنيّة وشكر للأشقاء ..

بقلم رئيس التّحرير محمد ضياء الدّين بديوي

تشهد المناطق السّاحليّة في سوريا ، وعلى رأسها ريف اللاذقية، موجة حرائق غير مسبوقة أتت على أكثر من 10 آلاف هكتار من الغابات والأراضي الزراعية، مخلّفة دمارًا بيئيًا واسعًا وخسائر جسيمة في الممتلكات والمرافق الحيوية. هذه الكارثة لم تقتصر على منطقة بعينها، بل أصابت وجدان كل السوريين، ولامست مشاعرهم، بغض النظر عن انتماءاتهم أو طوائفهم أو مناطقهم.
و من الواجب علينا إعلان وحدة الشّعب السّوري في وجه المحنة ، في لحظات الألم، يتجلى معدن الشعوب. وما يحدث اليوم في الساحل السوري هو امتحان حقيقي لوحدة السوريين وتضامنهم. فالمصيبة لا تفرق بين طائفة وأخرى، ولا بين مدينة وريف، بل تستهدف الجميع. ومن هنا، فإن الواجب الوطني والأخلاقي يحتم على كل مكونات الشعب السوري أن تتكاتف، وأن تتحول هذه المحنة إلى فرصة لتعزيز اللحمة الوطنية، بعيدًا عن أي اعتبارات ضيقة.

و تتجلّى جهود الدّفاع المدني السّوري ببطولاته في وجه اللهب رغم التّضاريس الوعرة، واشتداد الرياح، وخطر الألغام ومخلفات الحرب، يواصل أبطال الدّفاع المدني السّوري وفرق الإطفاء الرسمية والمتطوعون عملهم ليلًا ونهارًا، في ظروف بالغة الصعوبة. وقد أصيب عدد من عناصر الدّفاع المدني خلال عمليات الإخماد، في مشهد يعكس حجم التضحيات التي تُبذل لحماية الأرواح والممتلكات.

و في لفتة أخويّة تعبّر عن عمق الرّوابط بين الشّعوب ، يجب ذِكر دعم الأشقاء ( الأردن وتركيا ) في الصّفوف الأماميّة ، قدّمت كل من الحكومة الأردنيّة والحكومة التّركيّة دعمًا ميدانياً ملموساّ. حيث أرسلت تركيا طائرات مروحيّة وفرق إطفاء وآليات دعم مائي، فيما وصلت فرق أردنية متخصصة إلى مناطق الحرائق للمشاركة في عمليات الإخماد. هذا التعاون الإقليمي يعكس أهمية التضامن العربي والدولي في مواجهة الكوارث، ويستحق كل التقدير والثناء.

و مع اتساع رقعة النيران وتهديدها للغابات الطبيعية والمناطق السّكنية، دعت الأمم المتحدة إلى تعزيز الدعم الدولي، مؤكّدة أن سوريا بحاجة إلى مساعدات عاجلة لمواجهة هذه الكارثة البيئية. كما باشرت فرق الأمم المتحدة بإجراء تقييمات ميدانية لتحديد الاحتياجات الإنسانية الأكثر إلحاحًا.

و في الختام ، تبقى الحرائق اختباراً قاسياً ، لكنها أيضًا فرصة لإعادة اكتشاف قوة الشعب السوري حين يتحد، ولتأكيد أن التضامن الإنساني لا يعرف حدودًا. فلتكن هذه اللحظة بداية جديدة نحو وعي بيئي، وتكاتف وطني، وشراكة إقليميّة فاعلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى