مقالات

الانفجار ات؛ .. اين ؟؟ومن يبدا الحرب؟؟ شرق سورية ام شمال فلسطين؟ وماذا عن لبنان وغزة


بيروت؛٧-٧-٢٠٢٣
ميخائيل عوض
في لبنان وازمته حالة استعصاء. والاستعصاء يعالج بالكسر “طق البرغي”.
وفي عين الحلوة اشتباكات بلا قضية او هدف يخدم المخيم او التحرير.. ولا احد يملك الحل او الحسم، اذن هي للإشغال والتشويش والتسخين؟؟!!
في غزة وعلى وقع اشتباكات عين الحلوة تظاهرات مطلبية تقمعها سلطة حماس واحتكاكات عشائرية لأسباب ثأرية. وفي الضفة مقاومة وسلطة مأزومة كشرت عن انياب اجهزتها في محاولة اخيرة لتخديم الاحتلال وتصفية المقاومة واجهاض نموذج جنين وتعدي على الاهالي والمقاومين وتصدي بالرصاص الحي لتظاهرات في جنين احتفالا بعمليات المقاومة في تل ابيب. وبين اركان السلطة تسابق على تقديم القرابين والشموع لإغراء الاسرائيلي ببدائل عن ابو مازن المترنح.
في اسرائيل ازمة بنيوية وعميقة وتظاهرات واحتكاكات بين فصائلها والجيش يخلوا من الطيارين والضباط والاطباء ويتقلص حديا حجم نخبة الاحتياط وكلام كثير عن حرب اهلية وعن خطر الانهيار قبل عمر الثمانين، وبين فصائل المقاومة وسلطة ابو مازن توازن وعجز عن انتاج مصالحات وتسويات او حسم التوازنات. وفي غزة ارتباك وتوتر خيارات بين سلطة مأزومة موعودة بوهم اموال الغاز والاعمار والامارة وبين مقاومة لا تستطيع الاستسلام والقاء السلاح. هكذا يتشعب الاستعصاء على الضفتين والاستعصاء يستوجب طق البرغي.
في شرق سورية تحرشات امريكية وتجاوز اتفاقات تنظيم الطيران بين روسيا وامريكا وهما على اشد ازمة واشتباك في اوكرانيا وافريقيا وعلى جميع المسارح في حرب شاملة، والطيران الروسي لا يسلم بتجاوز الخطوط الحمر ويتحرش بالمسيرات الامريكية لإلزامها الانضباط.
وحديث شائع عن استقدام قوات امريكية واساطيل وحاملات طائرات وتحشيد قوى وتجهيز قسد وداعش والفصائل الارهابية التي اعادت امريكا تأهيلها وحشدها وتتصاعد عمليات ارهابية باستهداف قوافل وقوعد الجيش السوري والحلفاء. وكثير من التقارير والمعلومات الرائجة عن اكتمال استعدادات امريكا لتصفية الوجود السوري والايراني والفصائل المساندة شرق الفرات لإكمال الطوق البري على الوجود الروسي في سورية ولنسف الطريق والحزام الصيني عبرها، ولقطع الاتصال الجغرافي بين بيروت دمشق طهران موسكو وبكين، وعودة للحديث عن دويلة اسلامية سنية تقودها داعش او اشباهها في مستطيل الحدود العراقية السورية” قلب قلب العالم وهدف حرب القرن” للربط بين الاطلسي وقاعدة انجرليك واسرائيل عبر الاردن والقواعد الامريكية في الخليج وغالبا لإنشاء كردستان الكبرى لإسناد اسرائيل المترنحة وبذلك تسعى امريكا لإعادة ضبط وتطويع بن سلمان وبن زايد وتقطع الى الابد امكانية المصالحات العربية وتنهي المصالحة الاسلامية بين ايران والسعودية، وتتحول الجهود لإنهاء الوجود الايراني في العراق تمهيدا لاستهداف ايران من الداخل وبإثارة التناقضات والنعرات الداخلية واو بالحرب والتدمير…
الحديث الجاري عن شرق الفرات ومستطيل الحدود السورية العراقية واستهدافاته تعيد التذكير بانها الحرب العالمية العظمى بكل معانيها وتجلياتها فان نجحت امريكا ستغير قواعد ارتكاز التوازنات الاستراتيجية في الاقليم والعالم وستنجح بإيقاظ اوهامها  بقرن امريكي… يا للهول وماذا عن هزيمتها في العراق وافغانستان واوكرانيا وانحسارها في افريقيا وامريكا اللاتينية وتراجع هيمنتها العالمية وتازماتها مع العالم الانكلو ساكسوني والاطلسي…. ما اهون الحروب بالنظارات وعلى الورق وشاشات الكمبيوتر والحواسيب.
اللافت في التحليلات عما تحضر له امريكا شرق الفرات تتجاهل القوى الاخرى والوقائع التي تفيد بأنها اكملت الاستعدادات لحرب تصفية الوجود الامريكي والاطلسي في الاقليم، فمحور المقاومة وروسيا والصين والقوى المتضررة هي اليوم مئة ضعف ما كانته وما كانت قوتها عندما غزت امريكا افغانستان والعراق بجيوشها وحلفائها وعندما اطلقت ثعابينها وجيشها الاسلامي المسلح وقادت الحرب وخسرتها امريكا وخرجت ذليلة من افغانستان ومهزومة في العراق، وفشل اسلامها في سورية وتونس والسودان ويعاني في ليبيا واليمن وتركيا، وعين المنطق الاستنتاج ان كثيرا من الكلام للتهويل والتخويف والإرباك كمثل اعلان السفارة السعودية لمواطنيها في لبنان ولحقت بها سفارة البحرين وعند التدقيق تبين ان لا مواطنين سعوديين او بحرانين سواح في لبنان..
السؤال؛ لماذا لانقلب الآية ونفترض ان التهويل والعراضات الخلبية وحرب العالم الافتراضي لتي تديرها غرف سوداء ، تجري بسبب الخوف من عمل عسكري يستهدف اقتلاع الوجود الامريكي من شرق الفرات ومن العراق، وهذا قرار كان قد اعلنه السيد حسن نصرالله باسم فصائل المقاومة ثأرا لاغتيال قاسم سليماني وربط بين هزيمة امريكا وتحرير فلسطين بلا حرب…
وماذا عن اكتمال جاهزية محور المقاومة وفصائله لخوض الحرب الكبرى حرب تحرير فلسطين وقد انجز حزب الله نقلته من الدفاع الى الهجوم وناور وحشد قوة الرضوان على الحدود وزرع خيم مزارع شبعا ويتحرش يوميا لاستدراج اسرائيل لفعل يستوجب حرب تحرير فلسطين من البحر الى النهر على ما بات لازمة خطاباته.
الحق يقال؛ المنطقة تغلي، والاستعصاءات ضاربة في كل الساحات والمسارح، وقد ارشدتنا التجربة وعلوم المجتمعات والحروب انه عندما تنسد السبل ولا يعود للحوار والدبلوماسية والسياسة من دور تتقدم الحرب التي هي استمرار للسياسة بوسائل اخرى وهي اشبه بالعمليات التجارية على حد توصيف العبقري كلاوز فيز.
يحول دون الحرب انفجار ما في احدى الساحات وكلها مرشحة فالعراق قابل للانفجار وغزة والضفة بلغ فيها السيل الزبى ولبنان وحالة استعصائه، وسورية وعصف الازمات الاقتصادية والاجتماعية يزيد في توتراتها الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة .
وان انفجرت في مسرح تتراجع احتمالات الحرب الكبرى او العظمى وان وقعت الحرب فزمن اخر وعوالم جديدة تنبثق وتولد.
لقد طال الانتظار ومل ايوب من صبر الصابرين واصحاب البصيرة.
في المنطقة والاقليم غليان واستعصاء، وتوازنات جديدة تبحث عن فرص لفرض نفسها، وفي كل ساحة على حدا فرص لتسويات وتبدلات قد تنجز بلا حروب وانفجارات وان حصلت واحدة كاحتمال انتخاب رئيس في لبنان وتمكن البلاد من ادارة ازمتها فقد تتغير المعطيات وتنتفي الحاجة للانفجارات او الحروب وكذا ان تصاعدت وانفجرت ازمات كامنه في تركيا او مصر وتبقى العين على افريقيا واحتمالات تطوراتها بعد النيجر ومسارات تصفية الوجود الفرنسي والاطلسي فيها كنتيجة لانحسار القوة المهيمنة وتعثر حلفائها وسعي الامم والشعوب للتحرر من الاستعمار والنهب.
زمن الحاجات الى التغيير سريع العطب، وعندما تيبس الغابة يكفيها شرارة عابرة لإشعال الحريق.
 
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى