*مآسي”الربيع العربي“ وتجدد خدعة المظاهرات السلمية!
خاص غلوبال – محي الدين المحمد
*ماذا قدم ربيع برنار ليفي الذي أطلقوا عليه ”الربيع العربي“؟
،وكيف تحولت المظاهرات السلمية إلى سيارات مفخخة وقذائف صاروخية وسرقات وتهديم للأحياء والمحال التجارية؟ ولماذا طلب بندر بن سلطان ميزانية تصل الى ألفي مليار دولار لاسقاط الدولة السورية (حسب اعتراف حمد بن جبر آل ثاني وزير خارجية قطر)، هؤلاء نصبوا أنفسهم( أصدقاء) للشعب السوري، فهل يريدون تحقيق الديمقراطية فعلاً وهل لديهم قوانين ودساتير وصناديق اقتراع لانتخاب البرلمانات وهل لديهم برلمانات في بلادهم بالأصل، وما سر الصداقة الأمريكية والعلاقات الإستراتيجية مع دول ومشيخات تعتبر الديقراطية وجهاً آخر للشرك بالله.إن هذا يقودنا للتساؤل هل كانت المظاهرات في عام 2011 لتحسين الوضع المعيشي فعلاً عندما كان الحد الأدنى للأجور في سورية يعادل مئتي دولار، ثم ألا يقودنا ذلك للتفكير في أن توظيف تريليوني دولار خصصوها لتدمير الدولة السورية، كانت قادرة على خلق فرص عمل حقيقية لكل العاطلين عن العمل في جميع الوطن العربي، بل إن نصف المبلغ السابق أو ربعه يمكن أن يُحدث ثورة اقتصادية واجتماعية وثقافية، وخاصةً في بلد كسورية كان يصدّر الألبسة والأغذية والأدوية لعشرات من دول العالم بما في ذلك الدول الأوروبية، وكانت مدينة حلب على سبيل المثال تصنّف كأهم مدينة صناعية في الشرق الأوسط.كل ما ذكر آنفاً يُضاف إلى سيلٍ جارف من الكوارث العربية من زلزال المغرب الى فيضانات ليبيا والسودان وحرائق الغابات في الجزائر ومجاعة اليمن، وما سبقها من تدمير في سورية والعراق تحت يافطة ”الربيع العربي“ الذي لم يجلب سوى تهديم البنى التحتية وتدمير الاقتصاد وهجرة العقول وملايين النازحين واللاجئين وانتعاش للإرهاب وتدخّل عسكري أمريكي سافر بحجة محاربة الإرهاب الذي تم تصنيعه أمريكياً.لو لم تدمر ليبيا وتقسم إلى شرق وغرب ووسط هل كانت عمليات الصيانة ستهمل في سدود درنة وتقتل عشرات الألوف من الليبيين، ولولا تدمير البنى التحتية في سورية من قبل إرهابيي أمريكا هل عانى الشعب السوري ما يعانيه الآن.أمريكا ومعها دول الغرب تفرض العقوبات على سورية وتسرق النفط السوري والحبوب من شرق الفرات، وتعطي الفتات لدعاة الانفصال وتحرم أطفال سورية من الحليب، بعد أن كانت سورية تصدّر الحليب المجفّف ومشتقات الألبان.ورغم كل الادعاءات نتساءل هل توجد منطقة أو محافظة أو شريحة سياسية أو إثنية في سورية لاتشارك في مواقع اتخاذ القرار، أم إن نموذج الديمقراطية الأمريكية التي تفرز قادتها من أصحاب الشركات الكبرى، ويمولون حملاتهم الانتخابية من عوائد السلاح الأمريكي الذي يقتل الشعوب أو من عوائد النفط المنهوب، وعلى الشعب الأمريكي أن يختار بين ترامب الذي رفض تسليم السلطة إلا بقوة السلاح، وبين يايدن الذي يعاني ما يعانيه من تقدّم العمر والخرف والنسيان وحتى التعثر أثناء سيره والتلعثم في كلامه، ناهيك عن فضائح الوثائق وفضائح فساد ابنه.لا أحد ضدّ الديمقراطية والمطالبة بالعيش الكريم وتعديل القوانين، لكن ذلك بالتأكيد لا يحتاج لإغلاق المدن وإحداث الكيانات الانفصالية التي تدعمها و تباركها واشنطن، فهي لا تدعم أي حراك يمكن أن يحمل الخير لأحد وتجارب التاريخ تثبت ذلك.أمريكا قد تكون الدولة الوحيدة بعد ”إسرائيل“ التي تستخدم الأسلحة المحرّمة دولياً وتتاجر بها وترفض الالتزام باتفاقيات المناخ، بل تتسبب بكل الاختلال المناخي الذي ندفع ثمنه زلازل وفيضانات وحرائق غابات وجفافاً وفقراً.العقلاء وحدهم يمكن أن يمنعوا هذا الانسياق الأعمى وراء التحريض الغربي ضد سورية الذي لن يثمر إلا مزيداً من خيبات الأمل.