الحرب التي أسقطت الأقنعة
لن نحتفل بعيد الأستقلال هذا العام أقله من وجهة نظري. فالأستقلال هو الدفاع عن الأرض وسيادتها وهذا ما يقوم به المقاومون على ثغور الوطن
وكم كنت أتمنى أن تكتفي الدولة بالعطلة الرسمية لهذه المناسبة وأن تصدر بيان تعتذر فيه من الشعب اللبناني لعدم وضع اكاليل من الزهر على أضرحة رجال الأستقلال فنحن بحالة حرب مع إسرائيل وقد ارتقى للجيش اللبناني 41 شهيدا” واكثر من 3000 شهيدا” مدنيا” بين اطفال ونساء وشيب وشباب، ودمار كبير على امتداد الوطن.
لذلك هذه ذكرى ستبقى ولكن لا يجب ان نحتفل بها بهذا الوضع ونحن في حالة حرب.
كان يجب ان ابدء الكتابة بهذه المناسبة التي تصادف اليوم للدخول في الموضوع الأساسي بعنوان المقالة التي أتت هذه الحرب لتسقط الكثير من الأقنعة في الداخل اللبناني
يقول الزعيم انطون سعادة( إذا كنتم جبناء أقسيتكم عن نفسي، وإذا كنتم ضعفاء اوقيتكم بنفسي، وإذا كنتم أقوياء سرت بكم إلى النصر)
انطلاقا” من هذا القول اردت أن اصنف ثلاثية القول
فالجبان هو مَن كان يقف بخط المقاومة وكان يعتبرها مورد رزق له وبعد الحرب ونتيجة ضعفه وعدم قرائته الجيدة لواقع الميدان ولأنه لم يكن من الأساس مع المقاومة إلا لأنه صاحب مواقف متقلبة يسير مع القوي بأي موقف فهنا يكون الجبان ويجب الحذر منه دائما”
أما الضعيف فهو الذي يخاف المواجهة فيأخذ طريق الحياد حتى تتوضح الأمور فلا يصرح ولا يتكلم خوفا” حتى تنجلي الأمور
أما القوي فهو الذي يحمل قلبه في يده ويتكلم بجرأة ولا يتخلى عن مبادئه بل على العكس يصبح أكثر جرأة في مواجهة الأخطار التي تأتي على ما يؤمن به ودفاعا” عن أرضه وعرضه
هذه الحرب كانت كما قال الزعيم سعادة
وكما فسرتها نتيجة ما نسمعه من مواقف
وهنا لا اتكلم عن المواقف المتخاذلة التي هي في الأساس ضد المقاومة
نتكلم عن سقوط الأقنعة الذين كانوا مع المقاومة وكان الحزب يقف معهم بكل شيئ مادي ومعنوي وإجتماعي وسياسي
ومن باب الصداقة مع الأستاذ جوزيف ابو فاضل أتوجه له بهذه الرسالة
لم تكن أمس على قناة الجديد المحلل والباحث السياسي بل كنت تتحدث وكأنك مواطن عادي لا يملك حنكة التحليل ولا يدرك بأن كلامه فقط هو لأنه يعارض الحرب أولا”، ولا يملك أي فكرة عن المقاومة وأنتَ الذي كنت من المقربين
أستاذ جوزيف تكلمت أمس عن المقاومين بأنهم انضموا لحزب الله لأن رواتبه مرتفعة بينما الجيش اللبناني رواتبه متدنية كثيرا”
أستاذ جوزيف هذا الكلام معيب بحق رجال يدفعون الدماء لأجل لبنان ويقدمون أنفسهم شهداء حفاظا” على سيادته
وهنا سوف اشرح لكَ قليلا” وسريعا”،قبل الأزمة المالية كانت رواتب عناصر حزب الله بالليرة اللبنانية يعني 750 الف ليرة وانتَ قارن كيفما شئت بينه وبين الرواتب الأخرى فأنا لا أريد الدخول بهذا الأمر
بعد الأزمة المالية أقترح سماحة السيد حسن نصرالله على سماحة السيد هاشم صفي الدين تحويل الرواتب من اللبناني إلى الدولار حتى يستطيع العنصر الذي يداوم في عمله وهو مشروع شهيد بأي لحظة العيش الكريم..
ولكن يا أستاذ جوزيف لديك خطأ كبير في مقاربة الموضوع وظلم أكبر لدماء الشهداء
هل تعلم يا أستاذ جوزيف عشرات الشهداء كانوا لا يتقاضون رواتب لأنهم ليسوا بحاجة مادية
هل تعلم يا أستاذ جوزيف بأن عشرات الشهداء من حملة الأجازات العالية منهم الطبيب والمحامي والمهندس والأستاذ
هل تعلم يا أستاذ جوزيف بأن عشرات الشهداء يملكون ملايين الدولارات والشركات وتخلوا عنها وذهبوا إلى الجبهات مفضلين الشهادة على نعيم الحياة
أستاذ جوزيف قوة حزب الله لم تتغير كما قلت ولن يتحول فقط إلى السياسة، فالمقاومة ستنتصر وسوف نحتفل بهذا النصر مع شرفاء الوطن
يا أستاذ جوزيف أنتَ تعلم كيف كان الحزب يعاملك وانتَ تدرك بأن الحزب هو مَن كان يسعى لتكون نائب او وزير فكان الفيتو يأتي عليك من الطرف الأخر
إذا كنت تعارض الحرب هذا حقك ولكن ليس من حقك أن تسخف دماء الشهداء
نضال عيسى