مقالات

حين نطق الرّماد باسم سوريا .. أحمد الشّرع يشعل منبر المناخ في البرازيل ويعلن انبعاث وطن من تحت الرّكام

بقلم محمد ضياء الدّين بديوي رئيس تحرير عكس الاتّجاه نيوز و مستشار إبداعي في الشّؤون الإعلاميّة و الرّمزيّة

من بيليم إلى دمشق صوت خرج من الرّماد ليخاطب العالم

في قمة المناخ كوب ثلاثين وقف أحمد الشّرع لا كضيف بل كصوت خرج من تحت الركام ليعلن أن سوريا لم تمت وأنها قادرة على أن تتحدّث عن مستقبل الأرض لا من موقع الضحية بل من موقع الشريك

خطابه لم يكن بيئيّاً فقط بل كان سياسيّاً وجوديّاً حمل في طياته رسالة إلى الداخل السوري إننا هنا نعيد بناء الإنسان قبل العمران ونزرع الأمل في تربة احترقت بالحرب

إلى العالم قالها بوضوح البيئة لا تعرف الحدود ولا تعترف بالحواجز السياسية ومن الأمازون إلى بردى والفرات نمد يدنا لا لنطلب شجرة بل لنعلن أننا خرجنا من الغابة

هذه ليست كلمات رئيس بل صرخة شعب اراد ان يسمعه العالم بعد ان صمت طويلاً

خطاب أحمد الشّرع في قمة المناخ البرازيل عشرين خمسة وعشرين

ألقى السّيّد الرّئيس أحمد الشّرع خطاباً تاريخيّاً في قمة المناخ كوب ثلاثين ركّز فيه على التحديات البيئية التي واجهتها سوريا خلال سنوات الحرب ودعا إلى تعاون دولي يمتد من الأمازون إلى بردى والفرات لبناء مستقبل بيئي مشترك

الرسائل الاساسية في الخطاب

سوريا ليست غائبة عن قضايا العالم بدأ الشّرع خطابه بتأكيد ان سوريا رغم الجراح لا تزال تؤمن بقدرة الشعوب على تجاوز الصعاب حين تتوحّد حول هدف نبيل ورؤية طموحة
الحرب أثرت على البيئة والإنسان أشار إلى أن النزوح الواسع خلال الحرب شكل ضغطا إضافيّاً على الموارد الطبيعية وأن التحديات البيئية في سوريا باتت مركبة تتداخل فيها آثار الحرب مع تغير المناخ
إعادة الإعمار برؤية بيئية تحدث عن خطط سورية لاعادة تعريف العلاقة بين الإنسان والعمران وبناء نظام بيئي مستدام يراعي التوازن بين التنمية والموارد
دعوة للتعاون الدولي ختم الشّرع خطابه بدعوة مفتوحة للتعاون البيئي بين دول العالم قائلا ان البيئة لا تعرف حدوداً ولا تعترف بالحواجز السياسية في إشارة رمزية إلى ضرورة تجاوز الانقسامات

كيف يُقرأ هذا الخطاب في الداخل والخارج

داخليّاً اعتبر الخطاب إعلاناً عن عودة سوريا الى المنابر الدولية ورسالة امل للداخل السوري بان صوت البلاد لم يُكتم وانها قادرة على المساهمة في قضايا كونية
عربيا لقي الخطاب ترحيبا من بعض الدول العربية خصوصا الجزائر ولبنان بينما التزمت دول الخليج الصمت الاعلامي
دوليا وصفته صحيفة الثورة بانه تحول في بنية الوعي السياسي السوري من منطق البقاء الى منطق المشاركة

عكس الاتّجاه نيوز يرى في خطاب الشّرع لحظة انبعاث رمزية حيث يتحدث السّوري عن المناخ لا من موقع الضحية بل من موقع الشريك أنها رسالة تحد للعالم تقول ان سوريا التي احترقت بنار الحرب قادرة على الحديث عن إطفاء حرائق الأرض

من الأمازون إلى بردى والفرات لا نطلب شجرة بل نعلن أننا خرجنا من الغابة هكذا يختصر عكس الاتّجاه فلسفة الخطاب .

عكـس الاتّـجاه نيـوز
الحقيقـة الكاملـة
معــاً نصنع إعـلاماً جـديداً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى