أسماء لا تنسى حين يزرع القدر في طريقك رجالاً من نور

بقلم محمد ضياء الدّين بديوي رئيس تحرير عكس الاتّجاه نيوز و مستشار إبداعي في الشّؤون الإعلاميّة و الرّمزيّة
في زمنٍ تتبدل فيه الوجوه كما تتبدل الأقنعة وتُقاس القيم بالمناصب لا بالأفعال يرسل القدر أحياناً إشاراته في هيئة بشر عاديين في المظهر لكنهم يحملون في أرواحهم ما تعجز عن إدراكه الأبصار هؤلاء لا يأتون بصخب بل يتسلّلون إلى القلب بصمت ويقيمون فيه كما يقيم الضّوء في العتمة
حين يصبح الاسم فعلاً إنسانيّاً
ليست كل الأسماء متساوية فبعضها يذكر فيمر وبعضها يذكر فيحفر أسماء حين تقال لا تستقبل بالإذن بل بالفؤاد أسماء لا تحتاج إلى تعريف لأنّ أفعالها سبقت حروفها ووفاءها سبق وجودها
مصطفى الاسم الذي يوقظ فيك معنى الأخوة
مصطفى ليس مجرّد اسم بل حالة وجدانيّة تمشي على الأرض لا يتحدّث كثيراً لكنه يفعل كثيراً لا يطلب شيئاً لكنه يعطي كل شيء حين تذكره تشعر أنّ الأخوة ليست بالدم بل بالنبض هو ذلك الصّديق الذي لا ينسى حتى حين ينسى الجّميع هو الذي يربت على كتفك حين يسقط العالم من حولك ويقول لك دون كلمات أنا هنا
عبد الجبار القوة التي تحميك من الانكسار
عبد الجبار لا يقاس بحجمه بل بثباته لا يعرف بصوته بل بمواقفه هو ذلك الأخ الذي لا يتراجع حتى حين يتراجع الجّميع حين تذكره تشعر أنّ الحياة لا تزال بخير لأن فيها من يشبه الجبال في صلابتها ويشبه الأمهات في حنانها هو الذي يقف في وجه الظلم لا ليصرخ بل ليحميك بصمته
أحمد أحمد النّقاء الذي لا يتلوث
أحمد أحمد هو ذلك الاسم الذي يمر كنسمة لكنه يترك أثراً كالعاصفة لا يطلب الأضواء لكنه يُضيء من حوله هو الذي يشاركك الحزن قبل الفرح ويمنحك من روحه دون حساب حين تذكره تشعر أنك أمام إنسان لا يعرف إلا الصدق ولا يتقن إلا الوفاء
علي الحضور الذي لا يغيب
علي لا يحتاج إلى مقدّمة فهو الحاضر في الغياب والدّاعم في الصّمت هو الذي يراك حين لا يراك أحد ويصدقك حين يشك بك الجّميع حين تذكره تشعر أنك أمام قلب يمشي على الأرض قلب لا يعرف الخيانة ولا يرضى بالخذلان هو الأخ الذي لا يخذل والصّديق الذي لا يتغير
أسماء تلامس الزّمان ولا تذوب فيه
هؤلاء لا ينسون لأنّهم لم يكونوا مجرّد عابرين كانوا علامات فارقة في حياة من عرفهم كانوا مرآة للصدق في زمن الزّيف وكانوا جسورا للوفاء في زمن المصالح حين تذكرهم لا تذكرهم فقط بل تستحضر لحظات من النّقاء من الأخوة من الإنسانيّة التي باتت نادرة
في زمن يمحى فيه الإنسان ويستبدل بالمنصب
في عالم يقاس فيه الإنسان بمَ يملك لا بما يمنح تظهر هذه الأسماء كصرخة في وجه الزّيف تذكرنا أنّ الإنسان الحقيقي لا يعرف بوظيفته بل بأثره لا يقاس بمَ كسب بل بمَ ترك في القلوب من أثر هؤلاء هم من يستحقون أن تكتب عنهم السير لا أولئك الذين يتزينون بالمناصب ويفرغونها من معناها .
عكـس الاتّـجاه نيـوز
الحقيقـة الكاملـة
معــاً نصنع إعـلاماً جـديداً


