مقالات

فلنتوحد قبل أن يُكتب علينا الانحناء

بقلم محمد ضياء الدّين بديوي رئيس تحرير عكس الاتّجاه نيوز و مستشار إبداعي في الشّؤون الإعلاميّة و الرّمزيّة

صوتٌ واحد في زمن التحديات
ففي زمنٍ تتكاثر فيه التحديات وتتشابك فيه المصائر لم يعد التفرّق مجرد خيار خاطئ بل صار خيانة صامتة تُضعف الجسد وتُطفئ الروح
إنّ ما نواجهه اليوم من أزمات لا يُحلّ إلا بوحدة الكلمة وتماسك الصف واستعادة الشعور بالانتماء إلى قضيةٍ واحدة ومصيرٍ مشترك فالوطن لا يُبنى بالأصوات المتنافرة بل بالأيدي المتشابكة والقلوب المتآلفة خلف مشروعٍ وطني تقوده حكومةٌ قوية عادلة ومؤمنة برسالتها.

فالانقسام ليس مجرد اختلاف في الرأي بل هو شرخٌ في جدار الثقة وتآكلٌ في نسيج الهوية
و حين نسمح له بالتسلل إلى خطابنا إلى مؤسساتنا إلى علاقاتنا فإننا نمنح الضعف فرصةً ليتمدد ونفتح الباب للانحناء أمام الرياح القادمة

الخيانة لا تأتي دائمًا بصوتٍ عالٍ أو فعلٍ صارخ بل قد تتسلل في صمتٍ حين نُفضّل مصالحنا الضيقة على مصلحة الوطن وحين نُغذّي الانقسام تحت شعارات براقة لا تخدم إلا أصحابها
إنّ الصمت أمام الانقسام هو تواطؤ وإنّ التردد في مواجهته هو تهاونٌ في حقّ الأجيال القادمة

لكن الوحدة لا تكتمل بين الأفراد فقط، بل بين الشعب ومؤسساته بين الحلم والقرار بين الإرادة الشعبية والسلطة التنفيذية
فالحكومة القوية ليست ترفاً سياسيّاً بل ضرورة وجودية في زمن الأزمات
و إنّها تجسيدٌ لإرادة الأمة وصوتها في وجه التحديات وذراعها في بناء المستقبل
فحين يتفرق الشعب عن حكومته تصبح الدولة جسداً بلا روح وتتحوّل القرارات إلى صدى لا يجد من يصغي إليه

الحكومة القوية تُبنى بالمحاسبة النزيهة وبالوقوف معها حين تُحسن ومساءلتها حين تُخطئ ولكن دائماً من داخل خندق الوطن لا من خارجه
و إنّ الوقوف خلفها ليس تبعية بل شراكة في المصير ووعيٌ بأنّ الانتصار لا يُصنع إلا حين تتوحد الإرادة الشعبية مع الإرادة السياسية

و لا مجد للمتفرقين
فلنتوحد لا لأنّ الوحدة شعارٌ جميل بل لأنها ضرورة وجودية
فلنتوحد خلف مشروعٍ وطني
خلف من يحمل راية الوطن لا من يرفع شعاراته فارغة
فلنتوحد لأن التاريخ لا يرحم المتفرقين ولا يخلّد إلا من صنعوا المجد جماعةً لا أفراداً
فلنتوحد قبل أن يُكتب علينا الانحناء وقبل أن نصبح قصةً تُروى عن أمةٍ فرّطت في قوتها حين احتاجتها أكثر من أي وقتٍ مضى

عكـس الاتّـجاه نيـوز
الحقيقـة الكاملـة
معــاً نصنع إعـلاماً جـديداً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى