وجهة نظر

انسحب من فوضاهم وابقَ نقيًالا تشرح لا تبرر كن كما انت

الاكتمال الداخلي حين تصبح الذات وطنا لا يُستباح

بقلم محمد ضياء الدّين بديوي رئيس تحرير عكس الاتّجاه نيوز و مستشار إبداعي في الشّؤون الإعلاميّة و الرّمزيّة

ولا تُدار كموظف في دائرة الرداءةفي عالم يُقاس فيه الإنسان بعدد علاقاته بحجم تفاعله وبمدى انصياعه لمقاييس الآخرين تظهر لحظة نادرة لا تشبه أي لحظة أخرى

لحظة الاكتفاء بالذات ليست عزلة ولا كبرياء بل نضج نفسي واجتماعي

يعلن أن الإنسان لم يعد بحاجة إلى مرآة خارجية ليعرف من هو

هي لحظة انسحاب من حفلة السقوط الجماعي

لا من الحياة رفض لأن يكون كومبارسا في مسرحية الرداءة

واختيار لأن يكون نصا مستقلا لا هامشا في نص الآخرين

من يصلون إلى هذه اللحظة لا ينسحبون من العالم بل من المهاترات

لا يتوقفون عن الحب بل عن التبرير لا يكرهون أحدا بل يرفضون الاستهلاك في معارك لا تنتج وعيا ولا تضيف معنى

لأنهم امتلكوا مهارة الفرز الداخلي ذلك الذكاء الذي لا يُدرس في الجامعات بل يُكتسب من التجربة من الجرح من إعادة ترميم منزل الذات وسط زلازل الحرب والفسادالتحرر من الحاجة إلى التفسير

من إعلان سقوط وزارة التبرير حين تقول لم أعد أرغب في شرح تصرفاتي فأنت لا تعلن تمردا على التواصل بل تعلن ولادة قناعات داخلية لا تحتاج إلى تصفيق ولا إلى تفهم هذا التحرر ليس بحاجة إلى التفسير أحد أعمق أشكال السلام النفسي لأنه يعيد السلطة إلى الداخل ويحرر الإنسان من عبودية التوقعات هو لحظة إسقاط للبيروقراطية العاطفية حيث لا حاجة لتعبئة نماذج افهمني ولا لتقديم طلبات رجاء لا تسئ الظن

السعادة كقرار سيادي لا تُدار من مزاج الآخرين أن تكون سعيدا جدا بحالك ليس تصريحا عابرا بل إعلان سيادي بأنك لم تعد رهينة لمزاج الآخرين ولا ضحية لتقلباتهم السعادة هنا ليست لحظة فرح بل موقف وجودي

اختيار للنفس حماية للسلام ورفض للاستهلاك في الرد على التفاهات

هي لحظة تقول فيها لن أكون موظفا في دائرة المزاج العام ولن أُقيم حسب عدد الابتسامات التي أوزعها

الوعي كدرع لا كسيف لا نهاجم بل نحصن في هذه المرحلة لا تهاجم أحدا ولا تبرر شيئا لأنك تدرك أن من يعرفك حقا يفهمك من دون كلام هذا الوعي لا يُستخدم كسيف لقطع الآخرين بل كدرع يحميك من التلوث العاطفي من الاستنزاف من الانجرار إلى معارك لا تشبهك

هو وعي ساخر لا يقع في فخ التهكم الفارغ بل يضيء الرداءة دون أن يتورط فيها يشبه ضحكة ساخرة في وجه نظام إداري يطلب منك أن تشرح لماذا تحزن ولماذا تفرح وكأنك موظف في قسم المشاعر

الاكتمال لا يعني الانغلاق بل يعني أن الذات أصبحت وطنا لا يُستباح الاكتفاء بالذات لا يعني الانغلاق على العالم بل يعني أن العلاقة مع الذات أصبحت متينة بما يكفي لتكون مصدرا للثبات لا للارتباك من يصل إلى هذه المرحلة لا يغلق الباب بل يفتحه فقط لمن يستحق لمن يفهم دون أن يطلب تفسيرا لمن يرى العمق دون أن يغرق في السطح

هو لا يضع لافتة ممنوع الدخول بل يضع شرطا واحدا لا تدخل إلا إذا كنت ترى الإنسان لا الصورة

#عكس_الاتجاه_نيوز

#الحقيقة_الكاملة

#معاَ_نصنع_إعلاماً_جديداً

لمتابعة آخر الأخبار والتّطورات على موقعنا الإلكتروني

: 👇👇

www.aksaletgah.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى