هاكان فيدان يتحدّث فتتزلزل خرائط النّفوذ وتُعاد كتابة المعادلات

بقلم محمد ضياء الدّين بديوي رئيس تحرير عكس الاتّجاه نيوز و مستشار إبداعي في الشّؤون الإعلاميّة و الرّمزيّة
في زمنٍ تتكاثر فيه الضّبابيّة السّياسيّة وتغلف الحقائق بورق المجاملة يخرج وزير الخارجية التركي هاكان فيدان بتصريحات لا تعرف التجميل بل تحمل نصلاً دبلوماسيّاً حاداً يقطع أوهام المرحلة ويعيد رسم خطوط التماس بين الحقيقة والمصلحة
زيارة وزير الخارجية السوري إلى أنقرة ليست بروتوكولاً بل زلزالاً سياسياً يضرب جدار القطيعة ويعلن أن زمن العزلة انتهى وأن سوريا تعود إلى الطاولة لا كملف بل كطرف هذه الزيارة تحمل رسالة مزدوجة للداخل السوري أن زمن التهميش انتهى وللخارج أن تركيا لم تعد تكتفي بالمراقبة بل تصنع الحدث وتوجه البوصلة
قضية الدروز في الجنوب ليست تفصيلًا عابراً بل اعتراف نادر بوجود أزمة مجتمعية مغفلة وكأن تركيا تقول نحن نرى ما لا تريدون رؤيته ونحترم ما لا تجرؤون على احترامه إنها دعوة للإنصاف لا للتدخل وللحوار لا للتهميش
أما قسد فالكلام واضح كحد السيف إما اتفاق مع دمشق أو نهاية الدور لا مواربة لا رمادية فيدان يضع النقاط على الحروف ويعلن أن وحدة سوريا ليست خياراً بل شرطاً وأن زمن التمدد الأمريكي عبر وكلاء محليين بدأ يتآكل
الرسائل للداخل السوري
تركيا لم تعد خصماً بل شريكاً في الحل
المكونات المجتمعية تحترم وتصان لا تستغل
الحوار مع دمشق بات ضرورة لا ترفاً
الرسائل للخارج
السعودية شريك فاعل في دعم الاستقرار والمحور العربي التركي بدأ يتشكل
العقوبات الأمريكية لم تعد أداة ضغط بل عائق أمام الحل
الاتحاد الأوروبي مطالب بالخروج من قوقعته البيروقراطية
أمّا شخصية هاكان فيدان فهي الحدث بحد ذاته
رجل لا يتحدث ليرضي بل ليرسي قواعد جديدة
صريح حاد واضح لا يختبئ خلف الكلمات
يحمل في نبرته ثقة الدولة وفي لغته حسم القرار
إنه ليس مجرد وزير بل مهندس مرحلة جديدة في الشرق الأوسط حيث تكتب السياسة بلغة المصالح لا الأوهام وبحبر الواقعية لا الشعارات
عكس الاتجاه نيوز يقرأ التصريحات كمن يقرأ خارطة جديدة للمنطقة
خارطة لا ترسم بالمدافع بل بالكلمات الواضحة
ولا تفرض بالقوة بل تبنى بالحوار الصادق
وهاكان فيدان في هذه اللحظة هو الصوت الذي يعلو فوق الضجيج ويعيد للسياسة معناها الحقيقي
عكـس الاتّـجاه نيـوز
الحقيقـة الكاملـة
معــاً نصنع إعـلاماً جـديداً