الشرع في الكرملين سوريا تكتب بالخط الروسي ما لم يُقرأ بالحبر الغربي

بقلم محمد ضياء الدّين بديوي رئيس تحرير عكس الاتّجاه نيوز و مستشار إبداعي في الشّؤون الإعلاميّة و الرّمزيّة
فحين يطرق الشرع ابواب الكرملين سوريا وروسيا يعيدان تشكيل المعادلة الاقليميةفي لحظة فارقة من التحولات الجيوسياسية
يطل الرئيس السوري احمد الشرع من بوابة الكرملين لا كزائر عابر بل كفاعل يعيد تموضع بلاده في قلب المعادلة الدولية زيارة تحمل في طياتها رمزية سياسية عميقة ورسائل استراتيجية تتجاوز حدود العلاقات الثنائية لتلامس خرائط النفوذ وتعيد رسم خطوط التوازن في الاقليم
ماذا يريد الشرع من روسيا
١_ضمانات استراتيجية سوريا تبحث عن مظلة روسية اكثر صلابة في مواجهة الضغوط الغربية وتريد تثبيت موقعها كحليف لا يستغنى عنه في الشرق الاوسط
٢_دعم اقتصادي وتقني في ظل الحصار والعقوبات تحتاج دمشق الى شراكات اقتصادية تعيد الحياة الى قطاعاتها الحيوية من الطاقة الى البنية التحتية
٣_رسالة الى الداخل والخارج الشرع يريد ان يقول للسوريين ان سوريا ليست معزولة وللخصوم ان دمشق لا تركع بل تفاوض من موقع القوة
وماذا تريد روسيا من سوريا
١_موطئ قدم دائم في المتوسط قاعدة طرطوس ليست مجرد منشأة عسكرية بل بوابة استراتيجية نحو المياه الدافئة
٢_ توازن في وجه التمدد الغربي سوريا تمثل لروسيا نقطة ارتكاز في مواجهة الناتو وورقة ضغط في ملفات اوكرانيا والبلقان
٣_ تحالف رمزي مع دولة صامدة موسكو ترى في دمشق نموذجا لدولة واجهت حربا وبنت نفسها وهذا يخدم سردية روسيا عن مقاومة الهيمنة الغربية
كيف يقرأ عكس الاتجاه نيوز هذه الزيارة
نحن لا نقرأ الزيارة كبروتوكول سياسي
بل كحدث رمزي يعيد تعريف الاصطفافات الشرع لا يذهب الى موسكو ليطلب بل ليؤكد ان سوريا شريك في صياغة المرحلة
وان زمن الاملاءات انتهى
هذه الزيارة تقول ان دمشق ليست ورقة في يد احد بل لاعب يملك اوراقه ويعرف متى يلوح بها
انها زيارة تحمل في طياتها نفسا من التاريخ ورائحة من الجغرافيا ووهجا من الارادة السياسية
هي اعلان غير مكتوب ان سوريا تعود الى المسرح الدولي لا كضحية بل كصانع سردية جديدة عنوانها نحن هنا ولن نغيب