مقالات

الوطنية لا تُبنى على الركام: من يسلب المأوى يسلب الانتماء

الوطن الذي لا يؤويك حين يتحول المأوى إلى اختبار للوطنية

بقلم محمد ضياء الدّين بديوي رئيس تحرير عكس الاتّجاه نيوز و مستشار إبداعي في الشّؤون الإعلاميّة و الرّمزيّة

الوطن ليس خارطة ترسم على الجدران

ولا نشيدا يردد في الطوابير الصباحية

الوطن الحقيقي هو المأوى هو الحق في السكن في الأمان في أن يكون للإنسان مكان يحمي ذاكرته وكرامته حين يسلب المواطن منزله لا ينتزع منه سقف فحسب بل يجرد من شعوره بالانتماء ويدفع نحو عزلة نفسية واجتماعية تعيد تشكيل علاقته بالوطن وتفتح الباب أمام أسئلة وجودية حول معنى الانتماء والمسؤولية التاريخ

فالأثر النفسي لفقدان المأوى من الانكسار إلى التمردفقدان المأوى ليس حدثا عابرا بل زلزالا نفسيا يهز أعماق الإنسان

تفكك الهوية والانتماء البيت هو امتداد للذات وحين يهدم يشعر الفرد وكأن جذوره قد اقتلعت ويبدأ في التشكيك في علاقته بالمكان

قلق واكتئاب مزمن الخوف من المستقبل من التشرد من العراء يتحول إلى حالة نفسية مستمرة تضعف القدرة على التكيف وتغذي الشعور بالخذلان

-غضب رمزي وتمرد داخلي المواطن المنكوب لا يعود يثق في الشعارات الوطنية بل يرى فيها أدوات تزييف ويبدأ في مقاومة رمزية تعيد تعريف معنى الوطن

عزلة اجتماعية وتآكل العلاقات يدفع الفرد نحو الهامش ويعامل كرقم إداري لا ككائن له حقوق مما يكرس الفجوة بين السلطة والمجتمع

والتفكك الاجتماعي وإعادة إنتاج التهميش

فقدان المأوى يعيد إنتاج الهشاشة الاجتماعية ويفكك الروابط الأسرية-

انهيار البنية الأسرية التهجير يضع الأسرة تحت ضغط نفسي واجتماعي هائل يؤدي إلى توتر داخلي وانهيار في العلاقات –

إعادة إنتاج الفقر المواطن الذي يجرد من بيته يدفع نحو العراء الرمزي والمادي ويحرم من شبكة الأمان الاجتماعي

والمسؤولية التاريخية والسياسية من شرعنة الطرد إلى الصمت الجماعي

سلب المأوى ليس خللا إداريا بل جريمة جماعية لها جذور سياسية

الأنظمة السياسية تتحمل المسؤولية حين تشرعن التهجير أو تتواطأ بالصمت

و المؤسسات الإدارية تعيد إنتاج الظلم حين تتعامل مع البيوت كأرقام لا كأرواح

التحالفات الدولية تسهم في شرعنة مشاريع الطرد تحت غطاء الأمن أو التنمية

-والمجتمع الصامت حين يكتفي بالمشاهدة يتحول إلى شريك في الجريمة

و حين يتحول الألم إلى بيان جماعي

في مواجهة هذا العبث لا يكتفي المواطن المنكوب بالبكاء على الأطلال بل يعيد تشكيل الألم كأداة للفضح وكوقود لبيان جماعي يعري التواطؤ الإداري والعاطفي فالمأوى ليس جدرانا بل حق وجودي وحين يسلب يسلب معه معنى الوطن ذاته من بين الركام يولد وعي جديد لا يرضى بالرمزية الفارغة ولا ينحني أمام الشعارات التي لا تحمي أحدا المواطن الذي طرد من بيته لا يعود يطلب حضنا بل يطالب بالعدالة

ويكتب من وجعه سردية جماعية تدين الصمت وتعيد تعريف الانتماءالوطن الذي لا يؤويك لا يستحق أن يطالب بولائك

والوطن الذي لا يحمي بيتك لا يملك الحق في أن يسكن قلبك

#عكس_الاتجاه_نيوز

#الحقيقة_الكاملة

#معاَ_نصنع_إعلاماً_جديداً

لمتابعة آخر الأخبار والتّطورات على موقعنا الإلكتروني

: 👇👇

www.aksaletgah.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى