مقالات

حين تنقلب الطاولة الشرع يضع الشروط وماكرون يطلب اللقاء

حين يطلب الغرب اللقاء وتكتب سوريا شروط الحوار

بقلم محمد ضياء الدين بديوي رئيس تحرير عكس الاتجاه نيوز ومستشار إبداعي في الشؤون الإعلامية والرمزية

في زمن كانت فيه سوريا تستدعى إلى طاولات الإملاء

جاء طلب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للقاء الرئيس السوري أحمد الشرع في نيويورك كاعتراف صريح بأن المعادلة تغيرت

لم يعد الغرب يملك مفاتيح الحل ولم تعد دمشق تنتظر من يفتح لها الأبواب

بل باتت هي من يحدد شروط الدخول إلى مستقبل المنطقة

اللقاء الذي تم على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في واحد وعشرين أيلول ألفين وخمسة وعشرين لم يكن مجاملة دبلوماسية

بل لحظة سياسية فارقة أعادت رسم خريطة التحالفات الدولية

ماكرون لم يطلب اللقاء في باريس بل في قلب أمريكا أمام أعين العالم ليقول بصوت غير معلن الشرع هو رجل المرحلة وسوريا لم تعد دولة منبوذة بل شريكا لا يمكن تجاوزهما

دار في اللقاء كشف عن تحول جذري في الخطاب الغربي تجاه دمشق

لم يعد الحديث عن إسقاط النظام بل عن رفع العقوبات واحترام السيادة والتعاون في ملفات الأمن والإعمار الشرع من جهته لم يساوم بل وضع خطوطا حمراء واضحة لا تطبيع على حساب فلسطين

لا تدخل في النسيج الوطني ولا شراكة دون كرامة

هذا اللقاء الذي سبقته زيارة الشرع إلى باريس وأعقبته إشارات أوروبية متزايدة نحو الانفتاح يؤكد أن سوريا اليوم تكتب سرديتها بيدها وتفرض حضورها السياسي

ومن طلب اللقاء إلى رسم الشروط تتشكل ملامح سوريا الجديدة سوريا العقل والسيادة سوريا التي لا تنحني إلا للحق ولا تفتح أبوابها إلا لمن يحترم تاريخها ودماء أبنائها

ماكرون يطلب لقاء الشرع في قلب أمريكا

فرنسا تكسر الجليد وتعيد رسم خريطة التحالفات مع سوريا

في واحد وعشرين أيلول ألفين وخمسة وعشرين وخلال مشاركة الرئيس السوري أحمد الشرع في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك طلب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لقاء خاصا معه على هامش القمة في خطوة فاجأت الأوساط الدبلوماسية الغربية خصوصا أن اللقاء جاء بعد زيارة الشرع إلى باريس في أيار والتي أثارت جدلا واسعا داخل فرنسا

اللقاء الذي جمع الرئيس الفرنسي بالرئيس السوري في نيويورك كان حدثا مفصليا أعاد ترتيب أوراق العلاقات الدولية مع سوريا

تم اللقاء بطلب مباشر من ماكرون قبل دقائق من إلقاء الشرع كلمته أمام الجمعية العامة في مشهد حمل رمزية عالية بأن فرنسا تسعى للحوار مع القيادة السورية الجديدة

اللقاء جاء بعد زيارة الشرع إلى باريس في أيار لكنه هذه المرة تم في قلب أمريكا ما يعكس رغبة فرنسية في إظهار دعمها للشرع أمام المجتمع الدولي لا فقط داخل أوروباما

دار في اللقاء لم يكن عاديا بل حمل رسائل سياسية واضحة ماكرون أبدى رغبة صريحة في فتح صفحة جديدة مع سوريا مشيرا إلى أن الشرع يمثل فرصة تاريخية لإعادة بناء سوريا على أسس مدنية وسيادية

ناقش الطرفان ملف رفع العقوبات الأوروبية حيث طلب ماكرون ضمانات تتعلق بحقوق الإنسان وشفافية المرحلة الانتقالية بينما شدد الشرع على أن سوريا لن تقبل الإملاءات

لكنها منفتحة على شراكات تحترم السيادة الوطنية

تم التطرق إلى ملف الساحل السوري والاشتباكات الدرزية حيث عبر ماكرون عن قلقه فيما رد الشرع بأن الدولة لن تسمح بتمزيق النسيج الوطني

اللقاء شهد أيضا نقاشا حول التطبيع العربي الإسرائيلي حيث شدد الشرع على أن سوريا لن تكون بوابة لأي صفقة على حساب فلسطين

كما ناقش الطرفان ملف الاستقرار الإقليمي خصوصا في لبنان وفلسطين حيث أبدى ماكرون قلقا من تمدد النفوذ الإيراني فيما أكد الشرع أن سوريا لن تكون ساحة لتصفية الحسابات

الشرع أشار إلى أن حجم الضرر في سوريا كبير لكن الإرادة الوطنية قادرة على تجاوز الركام

في تصريح لاقى صدى واسعا في الإعلام الفرنسي

رمزية اللقاء كانت لافتة طلب ماكرون اللقاء في نيويورك وليس في باريس حمل دلالة رمزية بأن فرنسا تريد أن تظهر دعمها للشرع أمام المجتمع الدولي لا فقط داخل أوروبا

اللقاء حمل دلالة على كسر العزلة السياسية التي فرضت على سوريا منذ أكثر من عقد

واختيار نيويورك كمكان للقاء يعكس رغبة فرنسية في إعادة تموضعها داخل الملف السوري بعيدا عن التبعية الأمريكية أو التردد الأوروبي

اللقاء أعاد فتح الباب أمام حوار أوروبي سوري مباشر قد يفضي إلى إعادة العلاقات الدبلوماسية تدريجيا وفتح خريطة جديدة للتحالفات الغربية تجاه دمشق

من نيويورك إلى باريس ومن مدرج النصر إلى الأمم المتحدة تتشكل ملامح سوريا الجديدة سوريا التي تفرض حضورها وتعيد تعريف موقعها في العالم لا عبر الشعارات بل عبر السيادة والعقل والكفاءة

ولنامتابعات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى